فخراً صَنعْتَ وذا صَنيعُ المُنجِدِ ******** مَنْ طابَ شرباً مِنْ رُواءِ محمدِ
يا أيها البطلُ المفجِّرُ ثورةً ******** شَمُخَتْ بهَيبَتِها جِباهُ السُجَّدِ
هاتِيكَ دَولتُنا تشُقُّ طريقَها ******** بِهُدَى الخُمَينيِّ العظيمِ الأَصْيَدِ
بجهادِ رُوحِ اللهِ سيِّدِ نهضةٍ ******** لم يَستَكِنْ أبداً ولم يتردَّدِ
وصُمُودِ قائدِنا الحُسَينيِّ الذي ******** قهَرَ الطُّغاةَ بِعزمِهِ المُتَوَقِّدِ
وجحافلٍ فهِمَتْ دُرُوسَ إمامِنا ******** سِبطِ النبيِّ بكربلاءَ المُجَّدِ
ها هُمْ يَصُونُونَ الأنامَ تناصُرَاً ******** في كلِّ أرضٍ اُكرِبَتْ بمُهَدِّدِ
أبناكَ رُوحَ اللهِ سَنُّوا عِزَّةً ******** وكما أرَدْتَ فإنهُمْ أمَلُ الغَدِ
في يَومِ فقدِكَ يا زعيمَ نضالِنا ******** نُزجِيكَ حُبّاً طافِحاً بتَوَدُّدِ
لم نَنْسَ يومَكَ إذْ رحلْتَ وشِدَّةً ******** غَمَرتْ بني الدنيا بحُزنٍ مُجهِدِ
فهناكَ أفئدةٌ بِكتْكَ بحُرْقةٍ ******** بَذَلَتْ دُمُوعاً للفقيهِ المُرشِدِ
حفَّتْ بهِ أمواجُ شَعْبٍ عارفٍ ******** قَدْرَ امرئٍ ضحَّى كريمِ المَحْتِدِ
مِنْ نَسلِ أحمدَ والبتولِ وحيدرٍ ******** أعظِمْ بهِ شيخاً أطاحَ بمُفسدِ
ما كانَ ظنُّ الشاربينَ دماءَنا ******** يوماً يَرَونَ به زَوالَ مُصفِّدِ
لكنَّ رُوحَ اللهِ كافحَ مؤمناً ******** فأتاحَ ربُّ العرشِ نَصْرَ مُؤيِّدِ
فهوَ المصابِرُ في خِضَمِّ شدائدٍ ******** وهو المناضلُ في زمانِ تكبُّدِ
لوَّى عِنانَ البغي يومَ تكشرَّتْ ******** أنيابُ حلفٍ ظالمٍ مُستعبِدِ
قضَمُوا بلادَ المسلمينَ بخِسَّةٍ ******** ومَضَوا إلى هضمٍ بكلِّ تعمُّدِ
لم يحسَبُوا أبداً حسابَ مُجاهدٍ ******** يقضي على كيدٍ بثَورةِ مُهتَدِ
لم تَنجُ إيرانٌ وحَسْبُ وإنمّا ******** نَجَتِ الشهامَةُ في نفُوسِ الذُوَّدِ
جعلوا الخُمينيَّ العظيمَ علامَةً ******** لنضالِ تحريرٍ وزحفٍ أَوْكَدِ
تحريرُ اُولى القبلتَينِ ومَسجِدٍ ******** ما زالَ يَرزحُ تحتَ نِيرِ المُعتدي
أبناءُ رُوحِ اللهِ صبرُ محمدٍ ******** وفداءُ حيدرَ همْ جُنُودُ الأمجَدِ
مَنْ يمنَحُ الخَلْقَ العدالةَ مُنقِذاً ******** يومَ الظُّهُورِ فيا لَهُ مِنْ سَيِّدِ
طوبى لروحِ اللهِ أجْرَ مُحَرِّرٍ ******** أرسى سبيلاً نحوَ عذبِ المَورِدِ
أبَتِ الكرامةُ أنْ تموتَ وثَمَّ مَنْ ******** يحمي الكرامةَ بالفداءِ الأجْوَدِ
ولْيَكتُبِ التاريخُ أنَّ كتائباً ******** مِنْ وُلْدِ روحِ اللهِ فَخْرِ الشُهَّدِ
سَحَقُوا رُؤوسَ المارقينَ دواعِش ******** مِنْ بَعْدِ أجرامٍ سعَى لتَمَدُّدِ
فسقاهُمُ أهلُ المآثِرِ ذِلَّةً ******** وأُذيقَ أكثَرُهُمْ حُتُوفَ تبَدُّدِ
لولا الخمينيُّ الفقيهُ وثورةٌ ******** صنَعا لَنا مَجْداً عظيمَ المَسْنَدِ
لاجْتاحَتِ "اسرائيلُ" كُلَّ بلادِنا ******** ولَدَامَ "شاهٌ" حاكماً قذِرَ اليَدِ
لكَ يا إمامَ الصامِدينَ تحيةٌ ******** مِنْ قلبٍ كلِّ مُجاهدٍ مُتَوَدِّدِ
سَقْياً لِرَمْسِكَ يَستحِثُّ على المَدى ******** هِمَمَ البطولةِ والتُقى والسُؤدَدِ
لَوْذَاً بنهجِكَ ثورةً ووِلايةً ******** من نهجِ مدرسةِ الوَصِيِّ وأحمدِ
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي