ونقل المكتب الصحفي للمركز الاسترالي عن احد علماء المركز " نيكولاس سكوث " إن تلك النظريات خاطئة على الأرجح اذ يعتقد سكوث أن قرص " درب التبانة " يتكون من جزئين منفصلين، وهما القرص الرفيع والقرص السميك. ويتضمن أولهما 85% من نجوم درب التبانة، ولكنه في الوقت نفسه أقل سمكا من القرص الثاني بمقدار حوالي ثلاثة أضعاف.
كما يعتقد الباحثون بمجال الفلك الآن، أن تصادمات واندماجات المجرات تحدث بشكل مستمر في الفضاء الخارجي المرئي. ووفقا لتقديرات وكالة ناسا الاميركية لابحاث الفضاء ، إن قرابة ربع المجرات المرئية قد تعرضت لمثل هذه "الحوادث الكونية" في الماضي، وكانت نتيجتها الرئيسية تسارعا حادا في تكوين النجوم الجديدة ، كما ان العلماء لا يستبعدون أن كثرة مثل هذه الحوادث كانت بشكل اكثر في العهود الأولى من الكون.
وكان العلماء يعتقدون على مدى عقود أن مجرة درب التبانة لم تشهد مثل هذه الانفجارات من تشكل النجوم. واستوضح الفلكيون الأوروبيون منذ عامين أن هذه الفكرة كانت خاطئة، حيث وجدوا العديد من تكتلات النجوم، التي يُفترض أنها نشأت أثناء تصادمها مع مجرات أخرى، والتي حدثت منذ حوالي 5.7 مليار عام، وكذلك منذ 1.9 مليار عام ومليار عام واحد مضت.
يذكر أن قرصي درب التبانة السميك والرفيع نشآ في الماضي البعيد نتيجة تصادم قوي بين مجرتنا وأحد جيرانها. ولهذا السبب، فإن علماء الفلك اعتقدوا أن أمرا كهذا لا ينبغي أن يحدث مع مجرات أخرى.
ويفترض العديد من علماء الفلك اليوم أن القرص السميك للمجرة نشأ منذ حوالي 8.6 مليار عام نتيجة اصطدام درب التبانة أو اندماجها مع مجرة كبيرة أخرى ، ما أدى إلى أن جزءا كبيرا من النجوم القديمة قد طُرد من قرص المجرة، مكونا طبقة بينية مخلخلة تبلغ سماكتها حوالي ألف سنة ضوئية تحيط بالقرص الرفيع.
بينما يعتبر سكوث وزملاؤه أن القرص المزدوج لدرب التبانة نشأ على الأرجح بطريقة أخرى وتوصلوا إلى هذا الاستنتاج أثناء رصدهم للمجرات الحلزونية القريبة، والتي تميل نحونا بزاوية تمكّن العلماء من دراسة بنية قرصها بالتفصيل وقياس سمكها.
جذبت انتباه العلماء المجرة UGC 10738 الواقعة في كوكبة Ophiuchus على مسافة 320 مليون سنة ضوئية من درب التبانة. وبعد التقاط صور فوتوغرافية لها باستخدام تلسكوب VLT المنصوب في مرصد Paranal التشيلي، وجد العلماء أن قرصها يتكون أيضا من جزئين منفصلين.
من خلال فحص طيف النجوم داخلها، وجد سكوث وفريقه أن خصائص القرصين الرفيع والسميك لـ UGC 10738 مشابهة جدا لخصائص القرصين المماثلين في درب التبانة.
مع ذلك، لم يكتشف العلماء أي دليل على اصطدام هذه المجرة في الماضي بمجرات أخرى. ويشهد ذلك، كما يعتقد علماء الفلك، أن مثل هذا الهيكل "المزدوج" للقرص ينشأ من تلقاء نفسه ونتيجة للتطور الطبيعي للمجرات الحلزونية وليس نتيجة اصطدامها بمجرات أخرى.