البث المباشر

مشاركة واتساب مكتوبة من منصور حسين شرف

الثلاثاء 9 مارس 2021 - 11:32 بتوقيت طهران
مشاركة واتساب مكتوبة من منصور حسين شرف

إذاعة طهران-المنتدى الإذاعي: منصور حسين شرف من البحرين:

السلام عليكم

هناك نور عجيب.. نور لا ينتمي إلى شمس أو قمر.. نور يتدفّق في أعماق الإنسان..

ومهما تكاثفت ظُلمة السجن في أعماق الأرض، فإنّها لا تستطيع أن تطفئ ذلك السراج الوهاج، أو توقف تدفق ذلك الشلاّل المضيء..

من أجل هذا قال يوسف قبل آلاف السنين: ربِّ، السجنُ أحبُّ إلي ممّا يَدعُونَني إليه.

وعندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته.. فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور.. والسلاسل والحديد إلى حرّية.. غير أن الروح وهي ما تزال في إهاب الجسد تتوجّع كلّما توجّع وتئنّ كلّما أنّ.. فالجسد مظهر الروح والمرآة التي تنعكس فيها أشعة الحياة.. وليس هناك ما هو آلم للنفس من السجن..

وليس هناك من تواصل مع الحقيقة المطلقة إلاّ أن يجثو الإنسان في حضرة الله.. ثمّة كفّانِ معروقتان تمتدان نحو السماء.. وعينان تفيضان الدمع شوقاً.. وقلب يغمره النور القادم من نبع النور.. وجه بشري فيه ضراعة وخشوع، ولسان يلهج إقراراً بمصدر كلّ الأشياء..

من أجل هذا وقف التاريخ ليسجّل تمتمات موسى في قلب الظلمات:

ـ يا مخلِّص الشجرِ مِن بينِ رمل وطين!

يا مخلِّص النار من بين الحديد والحجر!

يا مخلِّص اللبن من بين فَرْث ودم!

يا مخلِّص الولد من بين مَشيمة ورحِم!

يا مخلِّص الروح من بين الأحشاء!

خلّصْني من حبس هارون.

وعندما يغفو الجسد الآدمي، تنطلق الروح بعيداً.. تتخلص من ثقل الأرض وتنفلت من أسار الطين.. وللروح مرابعها وعوالمها.. وكانت روح موسى مستعدّة للقاء الأنبياء.. قال محمّد صلّى الله عليه وآله وهو يرى ابنه مقهوراً:

ـ حُبست مظلوماً.. يا موسى.

ثمّ علّمه كيف يحطم جدران الظلام من حوله:

ـ سأعلّمك كلمات تخلصك من الحبس..

قال موسى وروحه تعانق آخر الأنبياء:

ـ فداك أبي وأمي، ما أقول ؟

شعر موسى أنّ روحه تتشرب كلمات جدّه وهو يقول:

ـ يا سامعَ كلّ صوت!

ويا سابقَ الفوت!

ويا كاسيَ العظام لحماً وناشرَها بعد الموت.

اسألك بأسمائك الحسنى.

وباسمك العظيم الأعظم.. الأكبر.. المخزون.. المكنون.

الذي لم يطّلع عليه أحد من المخلوقين.

يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته أحد.

يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا.

ولا يُحصى عددا.

فرّج عني.

وتلقّى موسى من جدّه كلمات فأتمّهنّ.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة