ونبهتني لشكرك وذكرك، واوجبت علي طاعتك وعبادتك، وفهمتني ما جاءت به رسلك، ويسرت لي تقبل مرضاتك، ومننت علي [في جميع ذلك] بعونك ولطفك، ثم اذ خلقتني من خير [حر] الثرى، لم ترض لي يا الهي نعمةً [بنعمة] دون اخرى، ورزقتني من انواع المعاش وصنوف الرياش بمنك العظيم الاعظم علي، واحسانك القديم الي، حتى اذا اتممت علي جميع النعم، وصرفت عني كل النقم لم يمنعك جهلي وجرأتي عليك ان دللتني الى [على] ما يقربني اليك، ووفقتني لما يزلفني لديك، فان دعوتك اجبتني، وان سألتك اعطيتني، وان اطعتك شكرتني، وان شكرتك زدتني، كل ذلك اكمال [لاً] لأ نعمك علي، واحسانك الي.
فسبحانك سبحانك من مبديء معيد حميد مجيد، [و] تقدست اسماؤك، وعظمت آلاؤك، فأي نعمك يا الهي احصي عدداً وذكراً، ام اي عطاياك اقوم بها شكراً، وهي يا رب اكثر من ان يحصيها العادون، او يبلغ علماً بها الحافظون، ثم ما صرفت ودرأت (۳) عني اللهم - من الضر والضراء- اكثر مما ظهر لي من العافية والسراء وأنا [فأنا] اشهد يا الهي بحقيقة ايماني وعقد عزمات يقيني، وخالص صريح توحيدي، وباطن مكنون ضميري، وعلائق مجاري نور بصري، واسارير صفحة جبيني (٤).
(۳) الدرأ: الدفع.
(٤) أسارير: أسرار وهي جمع السر بالكسر والضم: خطوط الجبهة.