وفي خطاب وجّهه إلى الأمة من البيت الأبيض أعلن ترامب أنه دعا حكّام الولايات لأخذ الإجراءات اللازمة "للسيطرة على الشوارع " معتبرا ما وصفها أعمال الشغب التي تشهدها منذ أيام عدة عشرات المدن الأميركية بأنّها "إرهاب داخلي".
واستخدمت قوات الأمن الأميركية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين احتشدوا أمام البيت الأبيض مساء الإثنين أثناء إدلاء الرئيس بخطابه.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أنّ الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في وقت كان فيه الرئيس يلقي خطاباً إلى الأمة من حديقة الورود في البيت الأبيض.
وأعلن محامي عائلة جورج فلويد أن تشريحا أجراه فريق أطباء شرعيين بتكليف من العائلة خلص إلى أنّ وفاته لم تنجم عن مشاكل في القلب، كما أورد تقرير رسمي، بل توفي اختناقاً من جراء تعرّضه إلى "ضغط قوي ومطوّل".
وقالت أليسيا ولسون، مديرة التشريح والعلوم الجنائية في جامعة ميشيغن التي عاينت الجثة إن "الأدلة تتوافق مع الاختناق الميكانيكي سببا للوفاة، والقتل طريقة للوفاة".
وأوقف الشرطي ديريك شوفين الجمعة ووجّهت إليه تهمة القتل غير العمد.
وفرض رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو حظر تجول ليليا في المدينة اعتبارا من الإثنين بسبب أعمال الشغب.
والإثنين أعلن رئيس بلدية لويفيل غريغ فيشر إقالة قائد الشرطة بسبب عدم توثيق العناصر الواقعة بالفيديو.
ومن نيويورك إلى لوس أنجليس مرورا بفيلادلفيا وسياتل، تظاهر مئات آلاف الأميركيين السبت والاحد ضد العنف الممارس من قبل الشرطة واللامساواة، التي فاقمتها جائحة كوفيد-19.
وخلال النهار بقيت الاحتجاجات سلمية بغالبيتها، لكن مواجهات عنيفة سجّلت ليلا تخلّلها إشعال حرائق وعمليات نهب وتخريب واسعة النطاق.
وأثارت وفاة جورج فلويد، الأميركي الأسود البالغ 46 عاما والذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض في ولاية مينيسوتا في 25 أيار/ مايو موجة الاحتجاجات العنيفة.
وكان من المقرر أن يمثل شوفين الذي وجّهت إليه تهمة القتل غير العمد أمام المحكمة الإثنين، لكن الجلسة أرجئت إلى الثامن من حزيران/ يونيو.
ولم يسهم طرد الشرطي ديريك شوفين الذي ضغط بركبته على عنق فلويد حتى الموت من الخدمة وتوقيفه لاحقا وتوجيه تهمة القتل غير العمد إليه في تهدئة النفوس، لا بل اتّسعت رقعة الاحتجاجات إلى 140 مدينة أميركية على الأقل.
ونشرت قوات الحرس الوطني في أكثر من عشرين مدينة كبرى لمؤازرة شرطة مكافحة الشغب في المواجهات مع المتظاهرين والمخربين، وسط توترات غير مسبوقة منذ تسعينيات القرن الماضي.
واستخدمت أجهزة الأمن المدرّعات المخصّصة لنقل العناصر والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.
وفرض حظر تجول في مدن شيكاغو ودنفر ولوس أنجليس وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس وإنديانابوليس.
واتّهم ترامب خصمه الديموقراطي جو بايدن بالعمل على إخراج مثيري الشغب من السجون، بعدما أوقفت قوات الأمن آلاف الأشخاص.