والحمد لله الذي لم يخل من فضله المقيمون على معصيته، ولم يجازه لأصغر نعمه المجتهدون في طاعته، الغني الذي لا يضن (۳) برزقه على جاحده ولا ينقص عطاياه أرزاق خلقه، خالق الخلق ومفنيه (٤)، ومعيده ومبديه ومعافيه (٥)، عالم (٦) ما أكنته السرائر، وأخبته الضمائر واختلفت به الألسن وآنسته الأزمن.
الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام، والدائم الذي لا يزول، والعدل الذي لا يجور، والصافح عن الكبائر بفضله، والمعذب من عذب بعدله، لم يخف الفوت فحلم وعلم الفقر إليه فرحم، وقال في محكم كتابه: «وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ» (۷).
أحمده حمداً أستزيده في نعمته وأستجير به من نقمته، وأتقرب إليه بالتصديق لنبيه المصطفى لوحيه، المتخير لرسالته، المختص بشفاعته، القائم بحقه، محمد صلى الله عليه وآله، وعلى أصحابه، وعلى النبيين والمرسلين، والملائكة أجمعين، وسلم تسليماً.
(۳) لايضنّ: اي لايبخل برزقه على جاحديه فيقطعه عنهم.
(٤) مقنيه، مغنيه (خ ل).
(٥) معاقبته (خ ل).
(٦) العالم (خ ل).
(۷) فاطر: ٤٥.