وارتفعت حالات الاضطراب العقلي بنسبة 40% في الاستفسارات النفسية والعقلية الواردة من جنود ومستخدمي الجيش الإسرائيلي".
وأضاف يوآف زيتون، الخبير العسكري الإسرائيلي، في تقريره على صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "هناك علامات مقلقة على زيادة الاضطراب العقلي بين جنود الجيش في فترة كورونا خلال الشهور الماضية، وشهدت هذه المساعدات العقلية قفزة بنسبة 38% في طلبات الخدمة النفسية العسكرية في الشهرين الماضيين".
وأشار إلى أنه "وفقا لبيانات الجهات المختصة داخل شعبة القوى البشرية في الجيش، فقد تم استلام 1710 طلبا من الجنود، بما فيها 26 تم تصنيفهم معرضون للخطر، وفي بعض الحالات، تم تحديد الجنود الذين كانوا على وشك إنهاء حياتهم، بالإقدام على الانتحار، لكنهم عولجوا على الفور، إضافة لذلك، شهدت الأسابيع الماضية حالتان من الانتحار في الجيش، وهو رقم استثنائي فيما يتعلق بمتوسط الرقم في السنوات الأخيرة".
وأكد أن "الجيش يحقق فيما إذا كانت هناك علاقة بين عواقب الوباء وسبب مقتل الجنديين، لأن منظومة الصحة النفسية التابعة للجيش، بدأت تتعرف على العواقب الاقتصادية والاجتماعية التي سببتها الأزمة للجنود، وتم إنشاء فريق خاص من خبراء الصحة العقلية، ويقدر أن عدد الجنود الذين سيحتاجون قريبًا للمساعدة العقلية سيزداد، وكجزء من الجهود يجتمع مئات الجنود بانتظام في مكالمات الفيديو الكونفرنس وسكايب".
وقال مسؤول طبي رفيع إن "منظومة الصحة المدنية لا توافق على هذه الاجتماعات لأسباب مختلفة، بما في ذلك الأسباب القانونية، لكن الجيش أدرك أن عيوب ومخاطر عدم العلاج بشكل عام أكبر من الرعاية الهاتفية، وقد تكون في بعض الأحيان أكثر نجاحا، ودون انقطاع".
وأضاف أنه "في ذروة الأزمة كانت هناك استفسارات أقل، إنها مسألة وقت قبل أن نشعر بهذا الارتداد لوباء كورونا، وفي الجيش تمت صياغة بروتوكولات طبية مخصصة للمرضى العقليين في أعقاب الأزمة، ونستعد للتدخلات التي ستعالجهم بهذه المواقف".
شيري دانيلز من مؤسسة "عيران" قال إنه "في حالات الفظائع نعمل بالتعاون مع نظام الصحة العقلية في الجيش، وشهدنا حالات إنقاذ حقيقية في الأسابيع الأخيرة، مع الكشف عن الجنود المعرضين للخطر، وإن عددا كبيرا من المتقدمين أصيبوا بالضيق من عواقب الهالة، مثل المجندين الذين يعانون من فترة من التوتر النفسي، ويخبرون فجأة أنهم لن يعودوا لمنازلهم الشهر المقبل، أو أن أسرهم قد تأثرت ماليًا بالأزمة".
وأضافت أن "الضغط النفسي يأتي من الجنود النظاميين، الذين فقدوا زوجاتهم ووظائفهم، وعاشت أسرتهم في أزمة مالية واجتماعية، حتى المقاتلين والجنود الذين يعودون لمنازلهم بعد حظر تجول طويل، ولا يمكنهم الانفصال، وقضاء الوقت في النوادي والحانات".
وأوضحت أن "من يشعرون بالضيق العقلي بسبب عواقب الهالة ليسوا بالضرورة مرضى، أو بحاجة لعلاج، وقد تساعدهم ثلاث أو أربع جلسات، لذلك نحن نشجع الإحالات النفسية، فيما كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش عمل في السنوات الأخيرة على برنامج شامل لمنع وقوع إصابات الجنود النفسية من قادتهم ومسؤوليهم الطبيين، مع أن معدلات الانتحار في الجيش في انخفاض خلال العقد الماضي".
وختمت بالقول إن "جميع وكالات الصحة النفسية في الجيش على استعداد للرد على كل شكوى نفسية، وتم إجراء جميع العوامل ذات الصلة للعديد من السيناريوهات، وسنواصل العمل على منع الانتحار، رغم انخفاض معدلات محاولات الانتحار إلى نسبة 75% بين عامي 2006-2018، وفي الجيش منذ أن بدأ بتنفيذ برنامج مخصص لمنع الانتحار، انخفضت بشكل ملحوظ عدد حالات الانتحار بين الجنود".