يتميز اللباد بمرونته، وامتصاصه للصوت، وقابليته للقولبة. اللباد نوع من النسيج التقليدي يفرش تحت السجاد ويصنع من الصوف، ويسمى في فرنسا باسم (فوتر)، وتقول القواميس بأنه قماش ثخين من الصوف يصنع بطريقة الفرك وتصنع منه الأغطية والقبعات والملبوسات.
اللباد هو أبسط اشكال أغطية الارضيات وصنعه لا يتطلب أجهزة خاصة. وتستعمل ميزة الصوف المتداخلة خيوطه مع بعضها ورطوبتها بالضغط عليها مع الفرك ومن المحتمل ان أول مرة صنع فيها اللباد عندما قام الحائك بغسل ما لديه من صوف ثم استخدم العصا لضربه وعزل الرطوبة عنه، ثم اكتشف هذه الميزة لدى الصوف، وهكذا بدأت صناعة اللباد.
يذكر ان اللباد في ايران يصنع بطرق خاصة بكل واحدة من المناطق ويحتوي اشكالاً تجريدية ومعبرة بألوان من الطبيعة، ويمثل جانباً من ثقافة الفن الشعبي في البلاد.
صنع اللباد يتطلب جهداً منسقاً بين مختلف اعضاء بدن الصانع الذي يبذل هذا الجهد بكل سعادة، ويصاحب ذلك قراءة الشعر وينتظر بصبر ثمرة عمله المضني.
يشار الى ان الصناعات اليدوية، الى جانب عائداتها، فهي تلبي الكثير من احتياجات العوائل المنتجة لها أو القاطنين في المناطق التي يتم فيها صنعها، ومن بين هذه المنتجات اللباد الذي له ميزاته واستخداماته.
صناعة اللباد هي من اقدم وأول طرق النسيج، والتي يقال إنها بدأت في آسيا الوسطى. وقد تعرف الناس على اللباد في العصر الحجري الجديد، كما ان وثائق صينية تحدثنا عن اللباد في السنة 2300 قبل الميلاد، وعثر على اللباد في مقابر في ألمانيا يعود تاريخها الى 1400 سنة قبل الميلاد. ووجدت ايضا في مقابر من القرن الخامس قبل الميلاد تحت الثلوج في روسيا الوسطى، مقتنيات مثل القبعات والبسط والبطانيات وغيرها. كما تستعملها القبائل التركية والبدو الرحل الايرانيين الذي هم فنانون في صناعة اللباد.
اللباد التركماني هو أهم وأشهر اللباد الايراني، والذي يسمى (كجه) بمنطقة تركمن صحرا، ويستعمل هناك كغطاء للأحصن وتغطية جدران الخيم، وتقوم النسوة بصنعه، خلافاً للمناطق الاخرى حيث يقوم الرجال بذلك، حيث انه يتطلب جهداً كبيرا.
تغسل جزة الصوف وتفرد تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً، ثم يقوم الحرفي بفرز الصوف الأسود عن الأبيض والأصهب ثم يبدأ بندف الصوف كل لون على حدة وذلك بضربه بقوة وتنفيشه بواسطة سيخ حديدي رفيع وطويل حتى تتفكك التشابكات تماما ويصبح الصوف ناعماً.
عندما يصبح الصوف جاهزا يتم أولا مد حصيرة أو قطعة من القماش على الأرض ويتم البدء بصنع التصميم المراد وذلك بتشكيل الصوف الملون طبيعياً والقطع المصبوغة بطريقة فنية مستخدمين الأشكال الهندسية أو الكتابات أو الزخرفات والنقوش المستمدة من البيئة المحيطة. بعد الانتهاء من التصميم يتم فرد ثلاث طبقات من الصوف الأبيض بشكل متساو على كامل المساحة ويشترط أن تكون شعيرات كل طبقة باتجاه واحد ومعاكسة للطبقة التي تليها حتى تتشابك الشعيرات عند تفتحها.
بعد ذلك تُرش بالماء الممزوج بالصابون السائل حتى تتشبع مما يساعد على انكماش الألياف وتشابكها مع بعضها، يوضع عمود خشبي بقطر حوالى 10سم على عرض الحصير من بدايتها وتلف الحصيرة مع الصوف المفرود حوله ويتم الضغط عليها والدلك مع كل لفة لإخراج الماء الزائد وتشبيك الألياف، تستمر الدحرجة حتى تصبح الحصيرة أسطوانية الشكل فتربط بالحبال ويبدأ الحرفي بالطرق عليها إما بمطارق خاصة أو بالأرجل مع استمرار الدحرجة والطرق لمدة نصف ساعة.
تكرر عملية رش الماء واللف والضغط والدلك والطرق والدحرجة أربع أو خمس مرات حتى الحصول على قماش متين متماسك في المرحلة الأخيرة يفرد القماش وتشذب أطرافه ثم ينشر في أشعة الشمس لعدة أيام حتى يجف تماماً ويصبح جاهزاً للاستعمال.