فايروس كورونا الذي اخذ ينتشر بشكل مخيف مخلفا وراءه الكثير من الماسي في اوساط من يعيشون في بؤرة انتشاره لاسيما و بعد ان حجرت عليهم السلطات الصينية في مقاطعة ووهان وعدم وصول الاغذية اليهم وافتقارهم للاحتياجات الانسانية اللازمة بالشكل الكافي.
الطلبة المقيمون في الصين لتلقي التعليم كانت الشريحة الاشد تاثرا بهذا الحجر والاكثر حاجة الى الدعم والمساعدة والنجدة.
ايران كانت من بين الدول التي بادرت الى مساعدة رعاياها ولاسيما الطلبة المقيمين في المقاطعات التي اجتاحها الوباء بالصين وبادرت الى ارسال طائرات لاعادتهم الى البلاد.
وكعادتها ايران التي وقفت دوما الى جانب العراق في جميع محنه ودفاعه عن شعب هذا البلد في مواجهة موجات الارهاب التي عصفت بالعراق ، اقدمت هذه المرة ايضا على نجدة الطلبة العراقيين وقامت بجلبهم ومساعدتهم للعودة الى وطنهم متحملة بذلك مخاطر انتشار الوباء في ايران.
واعلنت بغداد على لسان المتحدث باسم الخارجية العراقية احمد الصحاف إنه بالتنسيق والشراكة مع الجانب الايراني تمت عملية إجلاء الطلبة العراقيين المقيمين في مدينة ووهان الصينية مع عائلاتهم.
واوضح الصحاف ايضا انه بعد وصولهم الى طهران سيتم حجرهم صحياً مع عائلاتهم، واتخاذ الاجراءات الصحية من فحوصات وغيرها لضمان عدم تعرضهم لفايروس كورونا، مؤكدا انه في حال عدم ظهور اعراض الفايروس عليهم سيتم نقلهم الى مطار بغداد عبر الخطوط الجوية العراقية.
وفي حالة مشابهة استنجد طلبة اليمن المحجور عليهم في مدينة ووهان الصينية بقيادة التحالف العربي المتمثلة بالسعودية لاعادتهم الى وطنهم وتخليصهم من المحنة التي يعانون منها.
ولكن الموقف السعودي كان غير مشرف وبعيدا عما تدعيه من الدفاع عن العرب والعروبة حيث تجاهلت السلطات السعودية مناشدات اليمنيين في إنقاذ طلابهم الموجودين في مدينة ووهان الصينية، التي فرضت عليها السلطات هناك حجراً صحياً بسبب انتشار فايروس كورونا الجديد.
وبالرغم من كل المناشدات اليمنية اعلنت وزارة الصحة السعودية عن ارسال طائرة خاصة لاستقبال 10 طلاب سعوديين بعد إجلائهم من ووهان الصينية، وعادت الطائرة السعودية إلى الرياض وعلى متنها 10 طلاب فقط.
وتساءل ناشطون يمنيون عن سبب تجاهل الحكومة السعودية - التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن، وتتحمل الجزء الأكبر من معاناة اليمنيين- إجلاء طلاب يمنيين، على الرغم من أن الطائرة التي نقل فيها الطلاب السعوديين لم تحمل سوى 10 طلاب فقط.
وكتب الناشط السياسي فهد سلطان قائلاً: "السلطات الأردنية وهي تجلي رعاياها الطلاب من الصين من مدينة ووهان مكان انتشار فايروس كورونا أخذت معها الطلاب الفلسطينيين وغادروا بطائرة واحدة، والمغرب وهي تجلي رعاياها الطلاب أخذوا معهم الطلاب التونسيين وسافروا بطائرة واحدة، والسعودية أجلت عشرة طلاب وتركت اليمنيين هناك عرضة للموت".
فيما انتقد المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري التجاهل السعودي، وقال في تغريدة له على "تويتر": "أجلوا فقط 10 طلاب سعوديين وتركوا 170 طالباً يمنياً هناك"، محملاً الرياض المسؤولية الكاملة عنهم.
واحسن من قال "عند الشدائد تعرف معادن الرجال" ... كلمة تختصر الكثير من المواقف وتكشف زيف من يتمشدقون بالدفاع عن العرب والعروبة والمسلمين.