بسم الله وله عظيم الحمد والمدح والثناء على ان جعلنا من أهل مودة محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم اجمعين. السلام عليكم اخوة الايمان، ان من اهم الثمرات التي يحصل عليها المؤمنون من قراءة مدائح الانوار المحمدية أو الاستماع لها هو تقوية ترسيخ محبة أولياء الله الطاهرين عليهم السلام في القلوب، وهذه الثمرة هي ابرز ما يميز الاشعار التي اخترناها لهذا اللقاء من ديوان الاديب الطالقاني الحكيم والوزير العادل والعالم الجليل الصاحب بن عباد من أعلام أدباء الولاء في القرن الهجري الرابع. وقد تميز رحمة الله عليه بالاهتمام في كثير من شعره بالاستجابة للامر القرآني بمودة أهل البيت عليهم السلام، نقرأ لكم في هذا اللقاء بعض نماذج شعره من هذا الباب فكونوا معنا:
قال الصاحب رضوان الله عليه عن هذا الحب المقدس:
حب علي شرف
ومفخر لو عرفوا
يقال أسرفت وهل
يمكن فيه سرف
أين الذين أعرضوا
عن فضله أو صدفوا
ما بالهم ما وقفوا
في الحرب حيث يقف
ما بالهم ماعرفوا
في علمهم ما يعرف
ما بالهم ما رجعوا
اليه لما اختلفوا
ما باله يمشي الى
عمرو وقد تخلفوا
ما باله قد حمل
الراية لما انحرفوا
ما باله ولي في
براءةٍ اذ صرفوا
ماباله قد زوج
الزهراء حين استشرفوا
ما بالهم يوم الغدير
لم ينلهم شرف
ما بالهم يوم الكساء
أبعدوا لم يكنفوا
ما بالهم يوم الفراش
حين لم يستهدفوا
ما باله من دونهم
هارون اذ يكيّف
قد نحل المسكين في
ركوعه فاستوصفوا
فان عنتّم فا قرأوا
فقد حواه المصحف
عندي علوم جمة
لو كان مصغ يقف
لكنني في بلدٍ
يقل فيه المنصف
ياآل طه حبكم
فرض عليه أعكف
أمضي على شاكلتي
ما عشت لا انعطف
وان يقولوا رافضي
مسرف أو عنفوا
ان ابن عبادٍ بكم
قد نال ما يستشرف
يرجوا لديكم غرفاً
تخفض عنها الغرف
حيث النبي والوصي
والنجوم الوقف
جزى الله خيراً اديب الولاء الصادق الصاحب بن عباد على هذه الابيات المؤثرة في تقوية فطرة محبة أهل بيت النبوة (ع) في القلوب، ونبقى مع الصاحب بن عباد في مقطوعتين اخريين في الباب نفسه يقول في الاولى:
حب علي لي أمل
وملجأي عند الوجل
ان لم يكن لي من عمل
فحبه خير العمل
وقال رحمه الله:
حب علي بن ابي طالب
هو الذي يهدي الى الجنه
والنار تصلى لذوي بغضه
فمالهم من دونها جنّه
والحمد لله على أنني
ممن يوالي وله المنه
نشكر لكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران جميل المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار) نستودعكم الله ودمتم بكل خير..