ولرستان واقعة في قلب الجبال اذ تحيط بها سلسلة جبال زاغرس سوى بعض السهول الرسوبية من بعض جهاتها.
وتعد هذه المنطقة واحدة من اقدم المناطق التي سكنها الانسان منذ اقدم العصور، وهي من اشهر مناطق العالم في وجود قطع البرونز الخليط من مادة القصدير والنحاس.
وتعد محافظة لرستان منطقة تتميز بجبالها الشاهقة سوى بعض الاراضي الطمية وبعض المناطق السهلية عديمة المرتفعات. اما اعلى نقاط مرتفعاتها فتسمى اشترانكوه اذ يبلغ ارتفاعها 4150 مترا، واخفض نقطة فيها ترتفع 500 متر عن سطح البحر وتقع في اقصى الجنوب.
سكان هذه المحافظة هم من القبائل والطوائف الايرانية العريقة بتاريخها وحضارتها وهم اللر ويتكلمون باللهجة اللورية مفتخرين بها وبأصالتها.
تحكي المعالم والآثار التي خلفوها على جدران المغارات والكهوف قدم تاريخ سكناهم الى قبل ما لا يقل عن الالف الرابع قبل الميلاد.
كانت لرستان ومنذ عهد الاخمينيين والساسانيين جزءا من منظومة بلاد فارس.
واثناء عصر ما قبل الاسلام وحتى ما بعد الاسلام خاصة فترة حكم العباسيين كانت لرستان تتمتع بالحكم الذاتي خاصة الجزء المركزي والغربي منها، حيث كانت طائفة الاتابك تدير شؤون حياتها واستمر لعدة قرون.
وتشهد المعالم الاثرية والتاريخية في محافظة لرستان عراقة حضارتها، اذ تقسم الى ثلاث مراحل او عصور: عصر ما قبل التاريخ، وعصر ما قبل الاسلام، وعصر ما بعد الاسلام.
اما المعالم والاثار المكتشفة لعصر ما قبل التاريخ لهذه المحافظة فهو النحت على صخور المغارات والادوات المصنوعة من البرونز. والمنطقة تغلب عليها الجبال والمرتفعات لذا لجأ الاوائل الى المناطق المركزية والغربية من اراضي لرستان ليتخذوها سكنا لهم، وتجد هنا اكثر من 250 غار وملجأ صخريا.
وهناك بقايا لآثار من الفترة الاخمينية والساسانية كالمجسرات والحصون وقد تهدم الكثير منها على مر السنين والدهور، ولكن لا تزال هناك بقايا لهذه الاثار بقيت عامرة الى يومنا هذا امثال جسر (بل دختر) وقلعة (فلك الافلاك).