البث المباشر

رابعة الشاميّة

الثلاثاء 29 يونيو 2021 - 20:27 بتوقيت طهران
رابعة الشاميّة

في الدر المنثور: هي زوجة أحمد بن أبي الحواري، كانت من العابدات الزاهدات، وكان ‏فضلها لا يقدّر وكرامتها لا تنكر.

قال أحمد بن أبي الحواري: كانت رابعة لها أحوال شتى، فمرّة ‏يغلب عليها الحبّ، ومرّة يغلب عليها الاُنس، ومرّة يغلب عليها الخوف، فسمعتها في حال الحبّ ‏تقول:

حـبيبٌ لـيس يعـدلـه حـبيبُ

 

وما لسواه فـي قلبـي نـصيبُ
حبيبٌ غابَ عن بصري وشخصي
ولكن عـن فـؤادي مـا يـغيبُ

وسمعتها في حال الاُنس تقول: ‏‏

ولقد جعلتك في الفؤاد محدّثـي
وأبحتُ جسمي مَن أراد جلوسي
فالجسم منـي للجليس مـؤانس
وحبيب قلبي في الفؤاد أنيس(۱)


وسمعتها في الخوف تقول: ‏‏

وزادي قليل ما أراه مبلغـي
أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي فيكَ أين مخافتي

قال: فقلتُ لها مرّة وقد قامت بليل: ما رأينا من يقوم الليل كلّه غيرك.
قالت: سبحان الله مثلك يتكلم بهذا، إنّما أقوم إذا نوديت.
قال: فجلستُ على المائدة في وقت قيامها فجعلت تذكّرني، فقلت لها: دعينا نتهنأ بطعامنا، ‏فقالت: ليس أنا وأنت ممّن يتنغص عليه الطعام عند ذكره الآخرة، وقالت: لستُ أحبّك حب ‏الأزواج، إنّما أحبّك حبّ الإخوان.
وقالت لزوجها: اذهب فتزوّج، قال: فذهبتُ فتزوجتُ وكانت تطعمني الطعام وتقول: اذهب ‏لأهلك، وكانت إذا طبخت قدراً قالت: كلها يا سيّدي فإنها ما نضجت إلاّ بالتسبيح، وبقيت على ‏عبادتها إلى أن توفّاها الله(۲).
وذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً: ديوان رابعة الشامية أو شعرها: ترجمتها في ‏خيرات حسان ۱: ۱۳۹، ونفحات الانس: ٥٥٤، وريحانة الأدب، وأورد بعض شعرها العربي ‏وعدّها من النساء العارفات(۳).

*******



(۱) يأتي هذان البيتان في الترجمة اللاحقة أيضاً.
(۲) الدر المنثور في طبقات ربّات الخدور: ۲۰۱.
(۳) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ۹ | ۲: ۳٤٤ رقم ۲۳۱.‏

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة