بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لرواية واحدة تهدينا الى خلق كريم يحبه الله عزوجل لعباده، وهو خلق (الانصاف في الربح)، اي اجتناب الظلم للآخرين باخذ ربح كثير منهم في المعاملات التي تجري معهم؛ خاصة المرتبطة منها بما الناس في حاجة اليه. تابعونا على بركة الله:
روى ثقة الاسلام الكليني –رضوان الله عليه- في كتاب الكافي بسنده عن ابي جعفر الفزاري، قال:
دعا ابو عبدالله الصادق –عليه السلام- مولىً له يقال له مصادف، فاعطاه الف دينار، وقال له: تجهز حتى تخرج الى مصر فان عيالي قد كثروا.
اي ان الامام –عليه السلام- اعطاه راس مال للتجارة به طلباً للرزق الحلال الذي يؤمن به احتياجات عياله وهذا من الاخلاق التي يحبها الله عزوجل واجره اجر الجهاد في سبيل الله لان فيه العفة والاستغناء عما في ايدي الناس.
قال الراوي: فجهز ابو عبدالله مولاه مصادف بمتاع وخرج مع التجار الى مصر، فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خرجت من مصر، فسألوهم عن المتساع الذي معهم ما حاله في المدينة، وكان متاع العامة- اي بضاعة يحتاجها عموم الناس- فاخبروهم انه ليس بمصر منه شيء، فتحالفوا –اي التجار وفيهم مصادف مولى الامام الصادق –عليه السلام- تحالفوا وتعاهدوا على ان لا ينقصوا [ثمن] متاعهم من ربح الدينار ديناراً.
وهكذا مستمعينا الافاضل باع اولئك بضاعتهم بهذا الربح الفاحش بعد ان تحالفوا فيما بينهم ان لا يبيع اي منهم بضاعته باقل من هذا الربح في وقت لم تكن هذه البضاعة متوفرة في مصر، فماذا كان موقف الامام الصادق –عليه السلام-؟ يقول الراوي في تتمة الرواية:
فلما قبضوا اموالهم وانصرفوا الى المدينة دخل مصادف على ابي عبدالله الصادق –عليه السلام- ومعه كيسان في كل واحد الف دينار! فقال: جعلت فداك، هذا راس المال وهذا الآخر ربحٌ، فقال –عليه السلام-: هذا ربح كثيرٌ، ولكن ما صنعتم في المتاع؟
فحدثه مصادف كيف صنعوا وكيف تحالفوا، فقال –عليه السلام-:
"سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ان لا تبيعوهم الا بربح الدينار ديناراً؟!"
ثم اخذ –عليه السلام- احد الكيسين وقال:
هذا راس المال ولا حاجة لنا في هذا الربح، ثم قال:
"يا مصادف مجالدة السيوف اهون من طلب الحلال"
وها نحن نصل مستمعينا الافاضل الى ختام حلقة اخرى من برنامج معالي الاخلاق، شكراً لكم وفي امان الله.