بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نستهدي فيه بالنصوص الشريفة التي تعرفنا بمعالي الأخلاق ومنها خلق (الصمت إلا عن قول الحق).
والمراد منه الصمت عما يكرهه الله عزوجل من الكلام المضر كالإتهام والافتراء والكذب أو الكلام الذي لا فائدة منه فكل ذلك مما يورث قسوة القلب وقلة الحياء وسوء العاقبة فقد روي في نهج البلاغة عن مولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – قال:
"رب كلمة سلبت نعمة، من كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار"
وفي المقابل فإن حفظ اللسان سبب للنجاة والعزة، ففي الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: " نجاة المؤمن حفظ لسانه"
وفي الكافي أيضاً أن رجلاً جاء الى النبي –صلى الله عليه وآله- فقال: يا رسول الله أوصيني.
فقال –صلى الله عليه وآله-: إحفظ لسانك، فقال: يا رسول الله أوصني فقال: إحفظ لسانك، فأعادها الرجل ثالثة: يا رسول الله أوصني، فقال –صلى الله عليه وآله-: إحفظ لسانك ويحك، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟
وفي الكافي أيضاً أن رجلاً جاء الى الإمام الكاظم –عليه السلام- فقال: يابن رسول الله أوصني، فقال –عليه السلام-:
"إحفظ لسانك تعزّ ولا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك".
إذن فالتحلي بالصمت عما لا يحبه الله تبارك وتعالى يحقق للإنسان العزة في الدنيا والنجاة في الآخرة، وهذا ما يحققه له أيضاً إطلاق الناس بالكلام الذي يحبه الله عزوجل مثل الكلمة الطيبة التي جعل لها أجر الصدقة وجميع مصاديق القول الحسن.
روى الشيخ الصدوق في كتابي (الأمالي) و(الخصال) مسنداً عن مولانا الإمام سيد الساجدين وزين العابدين –عليه السلام- أنه قال عن بركات النطق بطيب الكلام الدنيوية والأخروية:
"القول الحسن يثري المال وينمي الرزق وينسئ في الأجل –أي يطيل العمر- ويحبب الى الأهل ويدخل الجنه".
وروي عن الإمام السجاد –عليه السلام- أيضاً في كتاب الإحتجاج أنه سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل فقال:
"لكل واحد منهما آفات، فإن سلما من الآفات فالكلام أفضل... لأن الله عزوجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا أستحقت الجنة بالسكوت، ولا أستوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا وقيت النار بالسكوت... إنما ذلك كله بالكلام ... ما كنت لأعدل القمر بالشمس". وفي كتاب من لا يحضره الفقيه عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال: "كلامٌ في حق خير من سكوت على باطل".
ومسك الختام قول مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- في نهج البلاغه: "لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل".
نشكر لكم أعزاءنا طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق لكم منا خالص الدعوات ودمتم في رعاية الله.