بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، خلق (الصمت إلا عن قول الخير) هو من معالي الأخلاق التي يحبها الله عزوجل لعباده، وقد إخترناه موضوعاً لحلقة اليوم من هذا البرنامج، نستنير فيها بطائفة من الأحاديث الشريفة المرغبة في هذا الخلق الكريم، وأولها ما رواه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عن مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
" قال رسول الله –صلى الله عليه وآله- لرجل أتاه: ألا أدلك على أمر يدخلك الله به الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أنل مما أنالك الله- يعني أنفق مما رزقك الله على الآخرين.
فقال الرجل: يا رسول الله فإن كنت {أنا} أحوج ممن أنيله؟ قال –صلى الله عليه وآله-: فإنصر المظلوم.
قال الرجل: فإن كنت أضعف ممن أنصره؟ قال –صلى الله عليه وآله-: فأصنع للأخرق- أي أشر بالنصيحة على من يحتاجها.
قال الرجل: فإن كنت أنا أخرق {أي أحوج للنصيحة وأقل علماً} ممن أصنع له؟ فقال –صلى الله عليه وآله-: فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك ان تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك الى الجنة؟ "
إذن فالصمت (الا عن قول الخير) هو من الأخلاق التي تهدي الإنسان الى الجنة، كما أنه من الأخلاق التي يكتسب بها الإنسان محبة الآخرين، ففي الكافي أيضاً مسنداً عن مولانا الإمام الكاظم –عليه السلام- قال:
" من علامات الفقه العلم والحلم والصمت، إن الصمت بابٌ من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة، إنه دليلٌ على كل خير".
والتحلي بهذا الخلق الكريم زينة للإنسان وسترٌ له كما يشير لذلك مولانا الإمام الصادق (ع) في الحديث الذي رواه عنه الشيخ الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه) عنه –عليه السلام- أنه قال:
" الصمت كنزٌ وافرٌ وزين الحليم وستر الجاهل"
كما أنه وسيلة لدفع الأذى، ففي كتاب ثواب الأعمال عن الصادق –عليه السلام- قال:
" يأتي زمانٌ على الناس، تكون العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في إعتزال الناس- بعني إعتزالهم فيما لا يرضاه الله من عملهم- وواحدة في الصمت".
أيها الأخوة والأخوات، وتصرح الأحاديث الشريفة بأن التحلي بخلق الصمت إلا عن قول الخير سبب لتذوق حلاوة الإيمان، فقد روي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
" إمسك لسانك فإنها صدقة تتصدق بها على نفسك، ولا يعرف عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه".
وبذلك يكون التمسك بهذا الخلق عبادة عظيمة لله عزوجل، فقد روي في كتاب ثواب الأعمال عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال:
" ما عبد الله بشيء مثل الصمت والمشي الى بيت الله"
وفي الكافي والخصال عنه –عليه السلام- قال:
" لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً مادام ساكتاً فإن تكلم كتب محسناً أو مسيئاً"أيها الأطائب، والى جانب هذه البركات الكثيرة لخلق (الصمت إلا عن قول الخير) فقد هدتنا الأحاديث الشريفة الى عظمة بركات قول الخير وكلمة الحق في مواقعها المناسبة وهذا ما سنتناوله بأذن الله في حلقة مقبلة من برنامجكم معالي الأخلاق، شكراً لكم على طيب المتابعة ودمتم بألف خير.