بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج لنا فيه وقفة عند طائفة من النصوص الشريفة التي تثير في قلوبنا المحبة الفطرية الإيمانية لأحد أزكى الأخلاق التي يحبها الله عزوجل لعباده إنه خلق (محبة ما يحبه الله) ففيه تتجلى حقيقة الايمان، كما يصرح بذلك ناشر السنة المحمدية النقية مولانا الإمام جعفر الصادق –صلوات الله عليه-.
فقد روى المحدث الجليل الشيخ البرقي في كتاب المحاسن وثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبدالله {الصادق} عليه السلام عن الحب والبغض، أمن الايمان هو؟ فقال –عليه السلام-:
وهل الإيمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآية:
" حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ "(سورة الحجرات۷).
إذن أحبتنا فحقيقة الإيمان هو محبة ما يقتضيه الإيمان بالله عزوجل من الفضائل ومحبة أولياء الله وإتباعهم وبغض الرذائل والبراءة من أعداءالله والعمل بما يتفرع عن ذلك هو جوهر الدين وعلامة التدين الحقيقي.
روي في كتاب (المحاسن) عن مولانا الإمام محمد الباقر –عليه السلام- أنه قال ضمن حديث أجاب فيه عن سؤال أحد أصحابه:
(وهل الدين الا الحب، ألا ترى الى قول الله "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ"(سورة آل عمران: ۳۱).
أولا ترى قول الله لمحمد –صلى الله عليه وآله- "حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ"(سورة الحجرات: ۷).، وقال "يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ"(سورة الحشر:۹).
ثم قال –صلوات الله عليه-: الدين هو الحب والحب هو الدين.
ومن هنا نعرف أيها الأكارم أن التحلي بهذا الخلق الكريم هو فرع الإيمان بالله ومعرفته عزوجل، ولتحققه ينبغي معرفة ما يحبه الله وما يبغضه تبارك وتعالى وكذلك معرفة أولياء الله وأحبائه لكي نحبهم ومعرفة أعدائه عزوجل لكي نبغضهم ونتبرأ منهم.
قال مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- كما في كتابي المحاسن والكافي: "ثلاثٌ هن من علامات المؤمن: علمه بالله ومن يحب ومن يبغض".
وقال –عليه السلام- أيضاً: "من أوثق عرى الإيمان أن تحبّ في الله وتبغض في الله وتعطي في الله وتمنع في الله".
وقال –عليه السلام- أيضاً: "من أحب الله، وأبغض عدوه، لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم القيامة بمثل زيد البحر ذنوباً كفرها الله له".
وفي ذلك إشارة الى أن التحلي بهذا الخلق الكريم هو من أسباب التطهر من الذنوب والمعاصي أجارنا الله وإياكم منها ببركة مودة صفوته من العالمين محمد وآله الأطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
إنتهى أحباءنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... دمتم بكل خير وفي أمان الله.
مقبل دمتم بألف خير.