بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم أيها الأكارم ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في هذه الدقائق لكي نستنير معاً بالأحاديث الشريفة التي تعيننا على التحلي بخلق كريم هو الأخذ من طيبات الدنيا بقدر الكفاية وهذا أفضل سبل التحرر من أسر الدنيا. وهو من سنة الحبيب المصطفى رسول الله –صلى الله عليه وآله-، فقد روي في كتاب عنه أنه قال: (مالي وللدنيا، إنما مثلي كراكب، رفعت له شجرة في يوم صائف، فقال –أي نام نومة القيلولة القصيرة –تحتها، ثم راح وتركها)
والمقصود أن يتعامل المؤمن مع الدنيا تعامل المسافر في الإستفادة المؤقتة من ظل شجرة يجدها في طريقه وهو في يوم صيفي حار، فينام قليلاً تحت ظلها حتى يستريح فيتمكن من مواصلة طريقه بنشاط.
أيها الأطائب، ويعلمنا حبيبنا الهادي المختار أن الإفراط في طلب المتع الدنيوية من الفخاخ الشيطانية التي تشغل الإنسان عن الأعمال الصالحة التي بها عمران داره في الحياة الأخروية الخالدة.
فقد ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عنه –صلى الله عليه وآله- قال: "في طلب إضرارٌ بالأخرة"
وقال أيضاً "ما قلّ وكفى خيرٌ مما كثر وألهى"
وقال –صلى الله عليه وآله- لوصيه الإمام علي المرتضى –عليه السلام-: "يا علي، إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، يا علي، أوحى الله الى الدنيا {أن}: إخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك...
يا علي ما أحدٌ من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتا"
ويعني بالقوت المقدار الكافي لإستمرار الحياة.
وقد أوصى مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- ولده محمد بن الحنفية يتلك الوصية النبوية الرؤوفة فقال له كما في كتاب الكافي أيضاً: "لا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن إقتصر على بلغة الكفاف فقد إنتظم الراحة وتبوأ خفض الدعه، والحرص {على الدنيا} داع الى التقحم في الذنوب".
وفي نهج البلاغة عنه –عليه السلام- قال:
"يا أبن آدم ما كسبت فوق قوتك فإنت فيه خازنٌ لغيرك".
وهذا يعني أن التحلي بخلق الإستغناء بما فيه الكفاف من نعم الدنيا يوفر للإنسان الراحة والسكينة في الحياة الدنيا فضلاً عن الثواب الأخروي.
نشكر لكم مستمعينا الأكارم طيب المرافقة في حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق الى لقاء مقبل بأذن الله دمتم بألف خير.