بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء آخر من هذا البرنامج ننور فيه قلوبنا ببعض النصوص الشريفة التي ترغبنافي جميل التحلي بأحد أهم الأخلاق التي يحبها الله لعباده الساعين لمرضاته، ألا وهو خلق (السعي في قضاء حوائج خلق الله) والتحلي بهذا الخلق الكريم هو في أفضل وسائل التقرب الى الله عزوجل ولها بركات وآثار عبادة الله عزوجل بالعبادات المألوفه، روي عن حبيبنا أعظم الخلائق إجتهاداً في قضاء حوائج خلق الله سيدنا محمد المصطفى –صلى الله عليه وآله-، قال:
"من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبدالله دهراً"
كما أن الله تبارك وتعالى يكافىء من سعى في قضاء حوائج عباده بقضاء حوائجه حتى وإن لم يسأله، قال مولانا الإمام الصادق –عليه السلام-:
"من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عزوجل له يوم القيامة مئة ألف حاجه من ذلك أوّلها الجنة".
كما أن هذه البركات تشمل حياته في الدنيا أيضاً، كما ينبهنا لذلك مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- في إحدى وصاياه لصاحبه كميل بن زياد رضوان الله عليه، فقد جاء في باب قصار الحكم من نهج البلاغه قوله –عليه السلام-:
"يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم فو الذي وسع سمعه الأصوات، مامن أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق الله له من ذلك السرور لطفاً، فاذا نزلت به نائبة جرى إليها يعني ذلك اللطف الإلهي كالماء في إنحداره حتى يطردها عنه".
مستمعينا الأفاضل، ومعنى قول مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- "يدلجوا في حاجة من هو نائم" هو أن يسعوا في قضاء حاجات من لا يقدر عليها حتى دون علمه ودون أن يطلب منهم قضائها.
وفي المقابل نجد تحذيراً شديداً من عدم بذل الجهد في قضاء حوائج من إستعان بنا من المؤمنين خاصة، فالتقصير في ذلك خيانة لله ورسوله والمؤمنين كما ورد في حديث مولانا الإمام جعفر الصادق الذي رواه المحدث الجليل الشيخ البرقي، قال –عليه السلام-:
"أيما رجل من أصحابنا إستعان به رجلٌ من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
وقال –عليه السلام- في حديث ثان في المصدر نفسه:
"من مشى في حاجة أخيه المسلم ثم لم يناصحه فيهان، كان كمن خان الله ورسوله وكان الله خصمه".
نشكر لكم أحبتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق لكم منا خالص الدعوات وفي أمان الله.