بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، أزكى تحية نهديها لكم في مطلع لقاء أخر من هذا البرنامج نستنير فيه بطائفة من الأحاديث الشريفة التي ترغبنا في أحد أسمى الأخلاق التي يحبها الله عزوجل وهو خلق (إجتناب المماراة في كل الأحوال).
ومعنى المماراة أو المراء هو الجدال والتخاصم بهدف الغلبة على الطرف الأخر، وإثبات الإنسان لصحة رأيه وخطا أي الطرف الاخر في أحد الأمور من خلال الجدال والتخاصم.
وقد نهت عنه كثيرٌ من الأحاديث الشريفة حتى لو كان الانسان محقاً أي كان رأيه هو الصحيح؛ فأجتناب ذلك من الطرق المؤدية للفوز بالجنة.
روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"ثلاثٌ من لقي الله بهن دخل الجنة من أيّ باب شاء: من حسن خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإن كان محقاً".
مستمعينا الأفاضل، كما أن اجتناب الجدال والتخاصم يحفظ للقلوب الايمانية سلامتها ويقيها من التعصب للباطل والنفاق. وهذا ما يهدينا له مولانا أمير المؤمنين كما روي عنه –عليه السلام- في الكافي أنه قال:
"إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الأخوان وينبت عليهما النفاق".
وفي الكافي أيضاً عن مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام- قال: "إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن".
وقال –عليه السلام- أيضاً في وصية لأحد أصحابه:
"لا تمارين حليماً ولا سفيها فإن الحليم يقليك –أي يعرض عنك ويتركك وشأنك، والسفيه يؤذيك".
مستمعينا الأفاضل؛ وقد ضمن حبيبنا المصطفى وهو الصادق الأمين لأمته أعلى مراتب الجنان لمن تحلى بهذا الخلق النبيل وإجتنب الجدال والخصومة في كل الأحوال. فقد روى الشيخ الصدوق في كتابي التوحيد والخصال عنه –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"أنا زعيمٌ- أي ضامناً- ببيت في أعلى الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ولمن ترك الكذب وإن كان هازلاً ولمن حسن خلقه".
نشكر لكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق
وفقنا الله واياكم للتحلي بها ببركة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، دمتم بكل خير وفي أمان الله.