بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج ومع خلق آخر من معالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده، ألا وهو خلق (الصبر على الحق).
والصابرون المتحلون بهذا الخلق النبيل هم الذين مدحهم الله عزوجل في عديد من آياته الكريم وبشرهم بحبه لهم وإعانته لهم على صبرهم فقال تبارك وتعالى
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، "إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، "وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ".
وقد بينت الأحاديث الشريفة أن أهم مصاديق التحلي بخلق (الصبر على الحق) هو الصبر على مشاق الإلتزام بطاعة الله، وصعوبات اجتناب معاصيه ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء وشهوتها، وكذلك الصبر على البلاء والامتحانات التي يمر بها الإنسان وتتكامل مقومات شخصيته الإيمانية من خلال التحلي بالصبر في التعامل معها.
روي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها كتب الله ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الأرض الى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله تسعمائة درجة، ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الأرض الى منتهى العرش مرتين".
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"الصبر صبران: صبرٌ على ما تحب وصبرٌ على ما تكره،... إن وليّ محمدمن أطاع الله وإن بعدت لحمته وإن عدو الله من عصى الله وإن قربت قرابته"
وعنه –عليه السلام- في الكافي قال:
"الصبر صبران: صبرٌ عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عليك، والذكر ذكران: ذكر الله عزوجل عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ماحرم الله عليك فيكون حاجزاً"
وفي الكافي أيضاً عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال:
"لما حضرت [أبي] علي بن الحسين –عليه السلام- الوفاة ضمني الى صدره وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه [امير المؤمنين] أوصاه به: يا بني اصبر على الحق وإن كان مراً".
وأخيراً روي في الكافي عن إمامنا جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال: من أنتم؟ فيقولون نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله.
فيقول الله عزوجل: صدقوا، أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزوجل: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"(سورة الزمر۱۰)".
إنتهى أحباءنا لقاؤنا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.