السلام عليكم أيها الأطائب، تحية من الله مباركة طيبة نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج ونحن ننور قلوبنا بطائفة من الأحاديث الشريفة التي ترسخ في قلوبنا محبة التحلي بالأخلاق التي يحبها الله عزوجل ومن أفاضلها خلق حسن الظن بالله عزوجل
وهذا الخلق الطيب –أعزاءنا- هو من أحب ما عبدالله به كما جاء في الروايات الشريفة، والمراد منه أن يكون ظن العبد بربه الرحيم الودود دوام الاحسان له والمغفرة لذنوبه وتدبير شؤونه بما فيه صلاحه وهو من ثمار المعرفة بسعة الرحمة الإلهية وشمولية اللطف الرباني.
روى الشيخ الثقة أحمد بن عبدالله البرقي في كتاب المحاسن مسنداً عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال:
"يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه، فيقول الله: ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن غلبت عليّ شهوتي، فإن تعذبني فبذنبي لم تظلمني، فيأمر الله به الى النار، فيقول: ما كان هذا ظني بك، فيقول عزوجل: ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أحسن الظن، فيأمر الله به الى الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة".
وفي كتاب عيون أخبار الرضا روى الشيخ الصدوق عنه –عليه السلام- قال: "أحسن الظن بالله فإن الله عزوجل يقول: أنا عند ظني عبدي بي، فلا يظن بي إلا خيرا".
وفي كتاب المحاسن وثواب الأعمال عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال: "ما ظنّ عبدٌ بالله خيراً الا كان الله عند ظنه، وما ظن به سوءً الا كان الله عند ظنه به، وذلك قول الله عزوجل: "وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين". (سورة فصلت۲۳)
وتعالوا معنا أيها الأحبة نفتح قلوبنا للموعظة المحمدية التالية المرغبة بخلق حسن الظن بالله عزوجل والتحذير من ضده، فقد روي في الكافي عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال: "وجدنا في كتاب علي –عليه السلام- أن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال على منبره:
والذي لا إله الا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين.
والذي لا اله الا هو، لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والإستغفار الا بسوء ظنه بالله وتقصير من رجائه له عزوجل وسوء خلقه واغتياب المؤمنين.
والذي لا اله الا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريمٌ بيده الخير يستحيي ان يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه".
أعاننا الله واياكم اعزاءنا على التحلي بفضيلة حسن الظن بالله من خلال حسن التفكر بسعة رحمته وعظمة لطفه وإحسانه.
وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامج معالي الأخلاق استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.