بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم إخوة الايمان، تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء جديد من هذا البرنامج نقرأ لكم طائفة من النصوص الشريفة التي ترغبنا في التحلي بأحد معالي الأخلاق التي يحبها الله عزوجل وهو خلق (اليقين والثقة بالله عزوجل)، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، المستفاد من كثير من النصوص الشريفة أن التحلي بخلق اليقين بالله والثقة به تبارك وتعالى هو الذي يجعل الإنسان يتذوق حلاوة الإيمان ويستشعر لطف الإنتماء الى الله جل جلاله.
والمراد بهذا الخلق هو أن تحرك الإنسان وتعامله مع مختلف القضايا التي يمر بها منطلقاً من الإعتقاد القلبي الراسخ بأن الله رحيم حكيم بيده الأمر كله وأنه هو النافع والضار وأنه لا يفعل للإنسان إلا مافيه صلاحه.
روي في كتاب الكافي أن أميرالمؤمنين –عليه السلام- كان يقول:
"لا يجد عبدٌ طعم الإيمان حتى يعلم أنّ ما اصابه لم يكن ليخطئه وأنّ ما أخطئه لم يكن ليصيبه وأن الضار النافع هو الله عزوجل".
والتحلي بهذا الخلق الكريم يجعل المؤمن قوي القلب في مواجهة الصعاب لأن يقينه وثقته بالله تجعلانه لا يخشى شيئاً غير الله تبارك وتعالى؛ روي في كتاب الكافي أيضاً عن أبي بصير عن الإمام الصادق –عليه السلام- أنه قال: "ليس شيءٌ إلا وله حد"، قال ابو بصير: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال –عليه السلام-:اليقين، قلت: فما حدّ اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله شيئاً.
وفي الكافي أيضاً عن إمامنا جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله، ولا يلومهم على لم يؤته الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت... إن الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط".
أيها الأطائب، وكما تلاحظون في الحديث المتقدم فإن التحلي بخلق اليقين بالله وحسن الظن به عزوجل يجعل المؤمن في روح وراحة حسب تعبير الإمام الصادق –عليه السلام-، وهذا يعني فوزه بالسكينة والإستقرار النفسي فيكون ذا نفس مطمئنة حسب التعبير القرآني.
وهذا الأمر يجعل عباداته وأعماله مقبولة عند الله عزوجل لإستمرارها عليها ببركة اليقين، كما يبشرنا بذلك مولانا الإمام الصادق –عليه السلام-، فقد روى عنه الشيخ الصدوق في كتاب (علل الشرائع) أنه –عليه السلام- قال:
"إن العمل القليل الدائم على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين".
وختاماً نشير أيها الأحبة الى أن القرآن الكريم قد مدح كثيراً المتحلين بخلق اليقين بالله عزوجل وخصهم بأنهم الذين يستفيدون من آيات الله عزوجل... جعلنا الله وإياكم منهم ببركة موالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
اعزاءنا نشكر لكم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... دمتم بكل خير.