السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته. معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج ننور فيها قلوبنا بالنصوص الشريفة التي تدعونا الى معالي الأخلاق ومحاسنها ومنها خلق (المكافأة على المعروف والإحسان).
ومعناه أنه يكافئ الإنسان من احسن اليه وفعل له معروفاً.
قال الله تبارك في الآية ٦۰ من سورة الرحمان "هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ".
وروى الحافظ الجليل الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) مسنداً عن مولانا الامام الصادق –عليه السلام- قال:
(آية في كتاب الله مسجلة قال تعالى "هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" جرت في المؤمن والكافي والبر والفاجر، من صنع اليه معروفٌ فعليه ان يكافئ به وليست المكافاة ان يصنع كما صنع به [وحسب]، بل يرى مع فعله لذلك أن له الفضل المبتدأ).
إذن فمن معالي الاخلاق ان يكافئ المؤمن من أحسن اليه سواء كان المحسن مؤمناً او كافراً، براً أو فاجراً، وتكون المكافاة بان يحسن اليه عند إحتياجه مع الإقرار له بفضل الابتداء بالاحسان ولكن كيف يتحلى بهذا الخلق من لم يستطع أن يحسن لمن أحسن إليه، لكونه لا يملك ما يقدمه له عند حاجته؟ الاجابة تأتيكم بعد قليل فكونوامعنا
يجيبنا عن هذا السؤال حبيبنا المصطفى في الحديث المروي عنه في كتاب الزهد أنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"من سألكم بالله فأعطوه، ومن أتاكم معروفاً فكافئوه وان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه"
يعني أن تكثروا من الدعاء للمحسن، وأيضاً روي عنه –صلى الله عليه وآله- أن من وسائل مكافأة الاحسان شكر المحسن والاقرار له بالاحسان والثناء عليه لذلك ففي كتاب الزهد للحسين بن سعيد عنه –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"كفاك بثنائك على أخيك اذا أسدى اليك معروفاً ان تقول له: جزاك الله خيراً، واذا ذكر وليس هو في المجلس ان تقول: جزاه الله خيراً، فاذاً انت قد كافاته".
وروي في أمالي الطوسي عن امير المؤمنين –عليه السلام- انه قال: "حق من انعم عليه (المؤمن) ان يحسن مكافأة المنعم، فان قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن معرفة المنعم ومحبة المنعم بها، فان قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل".
جعلنا الله واياكم مستمعينا الافاضل من الشاكرين لمن احسن الينا لا سيما لسيد المنعمين والمحسنين اله العالمين تبارك وتعالى.
وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق استمعتم له مشكورين من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.