بسم الله الرحمن الرحيم
مستمعينا الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحييكم بأطيب تحية وندعوكم لمرافقتنا في هذه الجولة القصيرة في رحاب معالي الاخلاق التي يحبها الله ويرتضيها لعباده الصالحين.
في لقاء اليوم من هذا البرنامج نستنير بطائفةٍ من الاحاديث الشريفة التي تحثنا على التحلي بخلق كظم الغيظ وعدم الخضوع للغضب. تابعونا على بركة الله.
(كظم الغيظ) هو، مستمعينا الأطائب، علامة قوة الايمان وقوة الإرادة. فقد روى ابو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عن الحبيب المصطفى –صلى الله عليه واله وسلّم – قال: "ليس القوي من يصرع الفرسان، انما القوي من يغلب غيظه ويكظمه".
ونقرأ في كتاب روضة الواعظين عن مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام- قال: مرّ رسول الله –صلى الله عليه وآله– بقومٍ يرفعون حجراً فقال: ما هذا؟
قالوا : نعرف بذلك أشدنا وأقوانا.
فقال –صلى الله عليه واله – ألا أخبركم بأشدكم وأقواكم؟
قالوا بلى يارسول الله.
قال:"أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في أثمٍ ولاباطل واذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، واذا قدر لم يتعاط ما ليس بحق".
وجاء في كتاب المحاسن، مستمعينا الكرام، أن أمير المؤمنين سأل ولده الحسين –عليهما السلام-: يا بنيّ مالحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس.
وفي كتاب المحاسن أيضاً عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"ثلاث من أبوب البر: سخاء النفس وطيب الكلام والصبر على الاذي".
وروي في كتاب الكافي عن امامنا الصادق –عليه السلام- أنه أوصى أحد أصحابه هو زيد الشحام فقال له:
"يازيد! اصبر على أعداء النعم، فانك لن تكافئ من عصى الله فيك- أي بأيذائك – بأفضل من أن تطيع الله فيه –أي بكظم الغيظ – يا زيد! ان الله اصطفى الاسلام واختاره فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق".
وقال مولانا الصادق كما في كتاب روضة الواعظين:
"الغضب مفتاح كل شر".
ثم قال –عليه السلام-: قال الحواريون لعيسى : يا معلم الخير أعلمنا أي الاشياء أشد؟
فقال عليه السلام: أشد الاشياء غضب الله.
فقالوا: فبما نتقي غضب الله ؟
قال: بأن لاتغضبوا.
قالوا: وما بدو الغضب؟
قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس. أي أن العوامل التي تصد الانسان عن التحلي بفضيلة(كظم الغيظ) هي الكبر والتجبر واحتقار الآخرين، لذلك فان التحلي بهذا الخلق الكريم يعني التخلص من هذه الرذائل أجارنا الله وأياكم منها.
وبهذا ننهي أحباءنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق، استمعتم له مشكورين من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. تقبل الله أعمالكم ودمتم برعايته سالمين.