بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أحبتنا ورحمة الله، ها نحن نلتقيكم، بتوفيق الله، في جولة قصيرة أخرى في رياض الأخلاق الفاضلة وطائفة من الأحاديث الشريفة التي تعرّفنا بعظمة أجر التحلي بخلق (كظم الغيظ)، وهو من معالي الأخلاق التي يحبها الله جلّ جلاله، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الكرام في كتاب (من لايحضره الفقيه) عن الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلّم– قال: "من يكظم غيظه يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله" .
وقال – صلى الله عليه وآله: "من يكظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه أعطاه الله أجر شهيد". وهذا يعني تكرر هذا الأجر ومضاعفته في كل مرة يكظم فيه الإنسان غيظه وهذا من عظيم كرم الله عزّ وجل.
وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – في آخر خطبة خطبها في المسلمين قبل رحيله: "ومن كظم غيظه وعفى عن أخيه المسلم أعطاه الله أجر شهيد".
وكظم الغيظ مستمعينا الأحبة من وسائل العمل بأمر الله عزّ وجل في التأسي بصاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله. فقد روي في الكافي عن إمامنا الصادق – عليه السلام – قال: "قال النبي - صلى الله عليه وآله –: ألا أخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: [أشبهكم بي] أحسنكم خلقا وألينكم كنفا وأبرّكم بقرابته وأشدّكم حبا لإخوانه في دينه وأصبركم على الحق وأكظمكم للغيظ وأحسنكم عفوا وأشدكم من نفسه إنصافا في الرضا والغضب".
ونقرأ في كتاب (الغرر) للآمدي قول أمير المؤمنين – عليه السلام: "المؤمن غريزته النصح وسجيته الكظم".
وقال -عليه السلام: "أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدرة".
وقال أيضا "من خاف الله لم يشف غيظه".
ومن بركات التحلي بخلق كظم الغيظ – أيها الإخوة والأخوات – أنه يهذب النفس ويطهرها من الأضغان فيفوز بذلك بكرامة الستر الإلهي له وبالتالي حسن العاقبة، قال إمامنا أمير المؤمنين –عليه السلام– كما في كتاب (الغرر): "الكاظم من أمات أضغانه".
وقال – عليه السلام: "طوبى لمن كظم غيظه ولم يطلقه وعصى أمر نفسه فلم يهلك".
وقال – عليه السلام – في نهج البلاغة من كتاب له إلى الحارث الهمداني: "إكظم الغيظ وتجاوز عند المقدرة واحلم عند الغضب واصفح مع الدولة – أي القدرة – تكن لك العافية".
وأخيرا نقرأ حديث مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – قال: "من كفّ غضبه ستر الله عيوبه".
تقبل الله منكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في إيران حسن الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق.
شكرا لكم وفي أمان الله.