البث المباشر

شرح فقرة: "وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين"

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 09:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من بلاغة فائقة ومضمونات عبادية في ميدان العقائد والاحكام والاخلاق ومن ذلك الدعاء المسمى باسم دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) وهو يقرأ بعد صلاة عصر الجمعة كما يقرأ في مطلق الازمنة ...
لقد حدثناك عن الدعاء المذكور عبر مقاطع متسلسلة وانتهينا الى عبارات متوسلة بالله تعالى بان يقتل به جبابرة الكفر، الى ان يقول «وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين ...الخ». ان هذا المقطع او القسم من الدعاء يتضمن توسلاً بالله تعالى بان يبير أي يهلك بالامام المنافق والناكث والمخالف والملحد، والسؤال الآن هو من هي هذه الانماط الاربعة من المنحرفين هذا ما نحاول الحديث عنه الان ... 
النمط الاول من المنحرفين هم المنافقون والمنافق كما نعرف جميعاً هو من يظهر الايمان ويبطن الكفر وسبب هذا السلوك هو حرص المنافق على اشباع حاجاته الدنيوية كالمكسب الاقتصادي او السياسي او الامني والمنافقون في صدر الاسلام معروفون باسمائهم واحياناً بحضورهم ولذلك وردت النصوص القرآنية الكريمة والنصوص الواردة عن اهل البيت عليهم السلام بذمهم واللعنة عليهم واما حالياً او في مطلق العصور فان المنافقين لا يخلو منهم جيل لان الحرص على اشباع حاجاتهم في مجتمعنا الاسلامي يجعلهم منتشرين في الآفاق جميعاً والمهم هو ان المنافق يعتبر احياناً اشد ضرراً من مطلق الكافر لسبب واضح هو انه يعمل خفاءً فيصعب فرزه ومن ثم يمارس فساداً في الارض بنحو لا ييسر الظفر به من هنا فان الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يهلك المنافقين عند ظهور الامام(ع) والتخلص منهم واما الثاني من انماط المنحرفين فهو الناكث وهذا النمط بدوره كان له نشاطه في صدر الاسلام في عصري النبي(ص) والامام علي(ع) حيث ان اليهود مثلاً في عصر النبي(ص) وبعض المنتسبين الى الاسلام في عصر الامام علي(ع)جسدوا مفهوم النكث للعهود التي ابرموها مع النبي(ص) والامام علي(ع) واما في زمننا المعاصر فان امثلة هؤلاء الناكثين لعهودهم موجودون بدورهم حيث ان العهود او المواثيق او الهدن التي تحصل بين فئات او مؤسسات اسلامية وبين الاعداء سرعان ما نجدها مضروبة بعرض الحائط.
واما الثالث من انماط المنحرفين فيتمثلون في ما اسماهم النص بـ(المخالفين) ونعتقد ان مصطلح المخالف يتمثل في الاشخاص والمؤسسات التي اتخذت موقف العداء الاستراتيجي لمذهب الحق (مذهب اهل البيت عليهم السلام) وهذه الانماط من البشر مارست طوال التأريخ ايذاءاً وتهجيراً وقتلاً للمؤمنين المنتسبين الى مبادئ الله تعالى ومبادئ الرسول(ص) ومبادئ المعصومين عليهم السلام.
واما الرابع من انماط المنحرفين فان هويتهم من الوضوح بمكان حيث يمثلون المنعزلين عن معرفة الله تعالى بمختلف هوياتهم العلمانية واللامنتمية والمشككة.
والملاحظ ـ في نهاية المطاف ـ ان ثلاثة من الانماط المنحرفة وهم المنافقون والناكثون والمخالفون يزعمون بانهم منتسبون الى السماء ونمط واحد ونعني بهم الملحدين منعزل عنها وهذا يفسر لنا حجم الشدة التي يعاني منها المنتسبون حقاً الى الله ورسوله وعترته والخارج والمراوح بينهما جميعاً يجسدون العداء لله تعالى وللرسول ولاهل البيت عليهم السلام.
من هنا فان التوسل بالله تعالى بان يهلك هذه الانماط جميعاً يعني تطهير مجتمعنا الاسلامي منهم مع ظهور الامام المهدي(ع).
اخيراً نسأله تعالى ان يوفقنا لان ننضم الى معسكر الامام المهدي(ع) لمقاتلة المنافقين والناكثين والمخالفين والملحدين كما نسأله تعالى ان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة