البث المباشر

“المنبر الحسيني”..ضرورة التركيز على الخطاب الوحدوي

الأحد 1 سبتمبر 2019 - 12:36 بتوقيت طهران
“المنبر الحسيني”..ضرورة التركيز على الخطاب الوحدوي

ها قد فاح شذى كربلاء، وعطرها يخترق القلوب فيسكنها، يملأها حزنا وثورة، فتفيض المُقل بالدموع، وتمسي العِبرة ميدان مقاومةٍ فكرية،

تستنهض الأمم والأرواح الحسينية، وتتعالى أصوات الجموع الحاضرة في مآتم حفيد المصطفى بنداءات النصرة والثبات على نهجٍ كانت فيه التضحية بالنفس بمثابة درعٍ حَفِظَ صفاء الدين المحمدي الأصيل.

وانطلاقا من أهمية عاشوراء يقول الخطيب الحسيني الشيخ علي سليم حول شكل الاستعداد الأمثل لاستقبال شهر المحرم بأنه يجب علينا أن نعمل على صفاء النية وتطهير القلوب إلى جانب الإخلاص في العمل في الخدمة الحسينية، والنظر إليها من منظار التقرب إلى الله وإحياء لأمر أهل البيت عليهم السلام.

مؤكدا ضرورة أن يعي الخطباء والخدام أن هذا العمل التبليغي الرسالي الذي يؤدونه الهدف منه إيصال رسالة بأن هؤلاء القوم بذلوا كل شيء في سبيل الله، وبقدر ما نكون مخلصين وصادقين في هذا العمل، بقدر ما سيوفقنا الله للاستمرار به والنجاح فيه، مشددا على ضرورة الإبتعاد عن النوايا الدنيوية في مجال الخدمة الحسينية.

وتابع الشيخ سليم: أما من حيث الشكل، فلا بد أولا من اختيار الأشعار المؤثرة والتي تعبر عن قضية نهضة الإمام الحسين، هذه القضية المقدسة، بشكل عميق وواضح من الناحية الفكرية والوجدانية-العاطفية، وثانيا الابتعاد عن الألحان والأطوار التي لا تتناسب مع مجالسنا والتي تكون أقرب إلى مجالس اللهو من حيث ألحانها وكلماتها.

وفيما يتعلق بالمضمون، قال سليم أنه لا بد من التدقيق في اختيار الروايات والأحاديث التي تقدم الأفكار الإسلامية، ويجب التحضير جيدا لمتون الخطب وإسنادها بمراجع ومصادر معتبرة، وعدم الاعتماد فقط على بنات الأفكار، مشيرا إلى أنه لا بد من استحضار صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف الذي هو صاحب العزاء وهذه المجالس.

وفي سياق الحديث عن الضوابط التي يجب الالتزام بها قبل حضور المجالس، يشير الشيخ سليم إلى أنه يجب مراعاة مضامين الخطب التي يريد الخطيب أن يتوجه بها إلى الناس خلال المجالس، والالتفات إلى ضرورة أن لا يكون فيها مخالفة وتعارض مع الثوابت العقائدية وأصول الدين، خصوصا ما يرتبط بشخصية الإمام وعصمته، مؤكدا ضرورة الابتعاد عن الأفكار التي تثير النعرات والخلافات المذهبية والتركيز على الخطاب الوحدوي الجامع الذي يجمع ولا يفرق.

 

*مهدي سعادي-شفقنا

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة