البث المباشر

ما هو سر الحجر الأسود؟

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 12:16 بتوقيت طهران
ما هو سر الحجر الأسود؟

الحجر الأسود هو جزء من أركان الكعبة المُشرَّفة الأربعة، يحاذي في موقعه الركن اليماني؛ حيث يقع في الناحية الشرقية منه، ويُمثل الحجر الأسود من حيث كونه جزءا من الكعبة المشرفة النقطة التي يبدأ منها الطواف وبها ينتهي، مما يعني وجود قيمة خاصة له.

وقد وضع اللَّه فيه أسراراً لا يمكن للعقل أن يدركها أو أن يصل إليها وقد كشف عنها الأئمة (عليهم السلام) وبينوها وأظهروا جوهرها.

ما هي بعض اسرار هذا الحجر؟
يشير المدير التعليمي في حوزة الإمام الرضا "ع" السيد ربيع هاشم في حديث خاص لـ"شفقنا"، انه في الحديث الصحيح عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: "إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد الله وأثني عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسأل الله أن يتقبل منك، ثم استلم الحجر وقبِّله، فإن لم تستطع أن تقبله، فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه، وقل: اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة إن هذا الميثاق ذكر في القرآن في قوله تعالى: (وإذ أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا…)".

ويُعرَف الحجر الأسود بالحجر "الأسعد"، يقول السيد هاشم، مشيرا الى ان له كرامات عديدة من الله عز وجل، فمنه توضع المواثيق وهو الشاهد يوم القيامة حتى على الحجيج وعلى الناس، اي يشهد عليهم، فلذلك اختاره الله عز وجل وألقمه الميثاق، وهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة، يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق".

الحجر الأسود ينطق بإمامة زين العابدين "ع"
ايضا من الاسرار يتابع سماحته: عندما اختلف الامام زين العابدين عليه السلام مع محمد ابن الحنفية، ظن محمد أن الإمامة قد تكون له باعتباره من أولاد الامام علي "ع" وهو أكبر ولده بعد الإمام الحسين عليه السلام، وفي مضمون الحديث: لما قتل الحسين "ع" أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين "ع" فخلا به فقال له: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (ص) دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين "ع" ثم إلى الحسن "ع" ثم إلى الحسين "ع" وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي "ع" في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني،

فقال له علي بن الحسين "ع" : يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل ان يتوجه إلى العراق وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله "ص" عندي، فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال، إن الله عز وجل جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين "ع" فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك.

قال أبو جعفر "ع" : وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية: ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل وسله ان ينطق لك الحجر ثم سل، فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر، فلم يجب.

فقال علي بن الحسين "ع" : يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك، قال له محمد: فادع الله أنت يا ابن أخي وسله: فدعا الله علي بن الحسين (عليه السلام) بما أراد ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي "ع" قال: فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين، فقال: اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي "ع" إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله "ص" قال: فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين "ع".

ومن هنا يشير سماحته ان "العبارات التي توسل بها الامام زين العابدين "ع" هي بالمواثيق التي اودعها الله تعالى في هذا الحجر".

الحجر الاسود... يمين الله في أرضه
ويضيف "من ضمن الاسرار التي يتميز بها الحجر الاسود أن لونه كان ابيض كاللجين، ولكن لما نزل على الارض سوّدته أيدي الناس من كثرة الذنوب وهذا موجود لدينا في الاخبار والاحاديث، فعن الإمام الباقر "ع" قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: مقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود، استودعه الله إبراهيم حجراً أبيض وكان أشدّ بياضا من القراطيس، فاسودّ من خطايا بني آدم".

أضف الى ذلك يتابع سماحته، فهو من الأحجار التي شهدت زواج الزهراء عليها السلام من الأمير عليه السلام في ذاك العالم، مؤكدا على استحباب التبرك به ولمسه وتقبيله، فعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: الحجر يمينُ الله في أرضه، فمن مسحه مسح يد الله".
 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة