ومن المقرر ان يعقد السفير البريطاني روب ماكير، يوم غد الخميس، مؤتمرا صحفيا، بإيعاز من وزارة الخارجية البريطانية، لبيان موقف لندن من آلية اينستكس لدعم التبادل المالي مع ايران.
ويبدو ان هذا المؤتمر سيتحول الى محل للدعايات الاعلامية بشأن السياسات الخاطئة لهذا البلد، اكثر من كونه محلا للرد على اسئلة المراسلين الايرانيين بشأن السياسات العدائية للثعلب العجوز ضد الايرانيين.
وفي الدعوة التي أرسلتها السفارة البريطانية، فرضت فيها قيودا في السطر الاول على وسائل الاعلام الايرانية، بما فيها عقد المؤتمر بدون حضور المترجم، وسيكون باللغة الانجليزية فقط، وكذلك عدم السماح بحضور المصورين.
وقبل ايام كان مقررا ان تعقد السفارة مؤتمرا صحفيا، ولكنها اصدرت بيانا اعلت فيه عدم إمكانية عقد هذا المؤتمر بسبب التغيير في برامج السفير.
وجاء هذا البيان، بعد عدة تطورات ساهمت في توتير العلاقات بين ايران وبريطانيا، بما فيها إقامة مراسم لتكريم النساء داخل السفارة وبالطبع كان مترافقا مع خلع الحجاب، ووليمة افطار السفير البريطاني للمسؤولين والتجار الايرانيين، وإقامة حفل عيد ميلاد الملكة البريطانية في البستان التابع للسفارة بدعوة الناشطين الايرانيين، وكذلك ممارسة الضغوط على ايران للإفراج عن الجاسوسة المدعوة نازنين زاغري.
وبعد يوم من إصدار هذا البيان، أرسلت السفارة بيانا آخر الى وسائل الاعلام، اشارت فيه الى زيارة الوزير المستشار في الشؤون الخارجية البريطانية، اندرو موريزونس، قبل 10 ايام الى طهران، أشارت فيه الى قلق بريطانيا من بعض اجراءات ايران، وكذلك اتهمت فيه ايران بالهجوم على ناقلات النفط في بحر عمان.
ودعت السفارة في بيانها، طهران الى تنفيذ كل التزامتها النووية، هذا في حين وبناء على 15 تقريرا متتاليا صادرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن ايران نفذت كل التزاماتها، ولكن الاطراف الغربية لم تنفذ ايا من التزاماتها.
وأفادت مصادر مطلعة بأن وزارة الخارجية البريطانية كلفت السفير بعقد مؤتمر صحفي للعمل على إزالة الاجواء السلبية المتنامية لدى الرأي العام الايراني تجاه السياسات البريطانية، حتى انها طلبت منه عدم التطرق الى موضوع نازنين زاغري.
وكان مقررا عقد هذا المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء 25 حزيران/يونيو 2019، الا ان السفير وفي اتصال تشاوري مع جرمي هانت، توصل الى نتيجة ان الاجواء المعادية لبريطانيا في وسائل الاعلام ولدى الرأي العام الايراني وخيمة للغاية، وان السفير لا يمكنه لوحده حتى تلطيف هذه الاجواء. لذلك أوعزت الخارجية البريطانية للسفير بإلغاء هذا المؤتمر.
ومرة اخرى، ارسلت السفارة البريطانية، يوم الاربعاء (3 تموز/يوليو 2019) دعوة الى وسائل الاعلام الايرانية، مليئة بالاساءات، أكدت فيها ان الجلسة ستكون توجيهية وغير قابلة للاستناد، وأن السفير سيتلو بيانا باللغة الانجليزية عن اينستكس فقط وبدون امكانية الترجمة وبدون حضور المترجم الفوري للسفارة، ولن يسمح لأي مراسل باصطحاب مسجل صوت، ولن يسمح لأي مصور بحضور البرنامج، كما لا يسمح للمراسلين بركن مركباتهم في مجمع السفارة.
كما أعلن المسؤولون الاعلاميون بالسفارة، ان السفير لن يرد على أي من اسئلة المراسلين، الا ان يكون نص السؤال قد أرسل مسبقا الى السفارة، ليتم إعداد الجواب مسبقا.
وبناء عليه، ونظرا لتكثيف اساءة المسؤولين البريطانيين في مخاطبتهم الجهات الايرانية، ونظرا للنص المسيئ لبيانات السفارة في مخاطبتها لوسائل الاعلام، فقد قررت وكالة انباء فارس ان تحظر هذا المؤتمر الصحفي؛ المؤتمر الذي يبدو انه سيكون محلا للدعايات الاعلامية لشخص السفير وسياسات بريطانيا الخارجية، أكثر من ان يكون محلا لرد البريطانيين بشأن اجراءات ومواقفهم المعادية للشعب الايراني.
ويبدو ان البريطانيين لم يلتفتوا بعد الى تغيير الاجواء بعد انتصار الثورة الاسلامية، ومازالوا يخاطبون الشعب الايراني بعد 40 سنة، بنفس لهجة السيد مع الرعية خلال فترة حكم النظام البهلوي البائد، ومادام أسلوب الحكومة البريطانية وسفارتها في طهران بهذه الوتيرة، فإن وكالة انباء فارس ستقاطع البرامج الاعلامية والخبرية لهذه السفارة.