وجاء في التقرير أن العاملين من دولة نيبال يعانون بشدة خلال وجودهم في قطر، حيث لا يستطيعون الاتصال بذويهم هاتفيا، ولا يمكنهم تقديم أي شكاوى تتعلق بتأخر سداد أجورهم، وليس لهم الحق في الحصول على جوازات سفرهم في الأوقات التي يريدونها، كما أنهم يعيشون فقط على الخبز والماء.
وأضافت المجلة أن تلك هي حقيقة المعيشة اليومية للعمال من نيبال، والذين يشيدون الملاعب والبنى التحتية الخاصة بكأس العالم 2022.
وأشار التقرير إلى أن تدفق التقارير السلبية المتعلقة بالظروف التي يعانيها العمال في قطر أصبح ظاهرة مستمرة خلال الأشهر الستة الأخيرة، حيث نشرت "منظمة العفو الدولية" في شهر فبراير 2019، نتائج توصلت إليها بشأن الظروف السائدة في معسكرات العمال المهاجرين، وقالت إن العمال يعيشون في "أماكن ضيقة وقذرة وغير آمنة"، ما ينتهك القانون المحلي القطري.
وبين تقرير مجلة البرلمان الأوروبي أن تلك الظروف التي يعاني منها العمال، تأتي رغم وعود الحكومة القطرية في العام 2017 بتحسين ظروف معيشتهم، قائلة إن التعهدات شملت تحسين ظروف العمال، وضمان الحد الأدنى للأجور وإنهاء ممارسة منع العمال من ترك وظائفهم أو مغادرة البلد.
ونقل التقرير تصريحات هانز كريستين غاربيلسين، زعيم اتحاد العمال النرويجي، قوله: "إذا قررنا أن نقف دقيقة حداد على كل عامل لقي حتفه في قطر خلال مشاركته في بناء ملاعب كأس العالم، فإن أول 44 مباراة في البطولة ستقام في صمت تام".
وأكد التقرير أن هذا العار سيظل يلاحق المسؤولين عن كرة القدم في العالم، وبشكل خاص في الاتحاد الدولي، فيفا، لأنهم يروجون للشكل الجمالي للملاعب والمباريات على حساب أرواح آلاف العمال.
كما تطرق التقرير الذي نشر على الموقع الرسمي للمجلة إلى إحصائيات نشرها "المرصد الدولي لحقوق الإنسان"، حيث قدر الأخير عدد الوفيات المتوقع حتى انطلاق كأس العالم في 2022، بما يقرب من 4 آلاف عامل.
وقال التقرير إن السفارة النيبالية في الدوحة أكدت أن عددا كبيرا من العمال تعرضوا لفخ محكم، من خلال خداعهم بالعمل في قطر، من خلال تأشيرات مزورة، ووعود كاذبة بقدرتهم على تغيير الشركات التي يعملون لديها، وحصولهم على أجور جيدة، إلا أنهم اكتشفوا أن كل تلك الوعود كاذبة، ما جعل أقصى أحلامهم تتمثل في العودة إلى بلادهم مرة أخرى.