بسم الله الرحمن الرحمن والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين في الاولين والاخرين
احبتنا المستمعين الكرام سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وسلام على الرجل الطيب الذي نغترف من نوره ما نضيء به دربنا في هذه الحياة الا وهو الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه الذي كان يندبنا الى ان نكون بشراً سوياً في هذا الزمن الصعب الذي تستميل به كل الوسائل قلب هذا الانسان الى ان يكون بعيداً عن ربه تبارك وتعالى. لقد قال: "اعلم ايها العبد الصالح انك في عين الله سبحانه وتعالى في ليلك ونهارك، في نومك ويقظتك، في عملك وفراغك، في راحتك وتعبك، يراك ويعينك، ييسر لك اسباب الرقي وينئى بك ان تنحدر الى تلك الظلمات التي اراد لك ان تخرج منها ومنها ظلمات نفسك الامارة بالسوء فأنتبه ذلك الانتباه الذي يأخذ بيدك ان تكون على قدر ثقة ربك سبحانه وتعالى بك اذا جعلك خليفة له في هذا الكون. افقه واعلم كل الفقه والعلم حقيقة هذا التكليف العظيم الذي هو مدعاة لكل سمو لمن وعى اما اولئك الغافلون فأنهم لن يبلغوا شيئاً حتى من التراب الذي اليه ينحدرون وبه يتمرغون، اعلم ايها الطيب انك متى ما احببت الله حباً جماً انساك كل حب اخر، كل حب لاقيمة له في هذا الوجود لأن زائل اما حب الله فأنه باق وهو نامي بأذنه وكرمه وهو شامل لكل عباده ايضاً وكامل فما لك لاتقبل على الكامل الشامل الباقي الذي هو في نماء مستدام وانت فيه في نعمة طيبة وهنية وزكية. اخلص الحب لله كي ترى كل خير منه اما اذا شعرت ان الله سبحانه وتعالى لايراك فأنك عندئذ بعيد بعيد حتى عن هذه الدنيا التي انت تتوخاها واليها تسعى علك تنال شيئاً منها وما تكاد تنال".