بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين في الاولين والاخرين
سلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته
كلنا نذكر الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه قائداً سياسياً فذاً وكلنا نعرف ان هذه القيادة الرفيعة انما اتيحت له لأنه كان قائداً اسلامياً حقيقياً، كان يعرف الله تبارك وتعالى، يعرفه معرفة طيبة مكنته من الانتصار على نفسه وكان هذا الانتصار مدعاة للانتصار على عدوه فهو مثل ابيه امير المؤمنين علي عليه السلام "عليكم انفسهم فأنها ميدانكم الاول فأن قدرتم عليها فأنتم على غيرها اقدر" اتخذ الامام الخميني هذا الاسلوب نهجاً حقيقياً له يمارسه في وحدته وفي جمعه، يقف بين يدي ربه تبارك وتعالى يسأله ان يستخلصه لنفسه، ان يزكيه زكاة طيبة يرتفع بها عن هذا التراب وان يضيء قلبه بهذا النور المبارك الذي اذا سطع بين جوانح احد جعله مناراً للاخرين وقد تسنى ذلك للامام الخميني بصدقه لله تبارك وتعالى وبأخلاصه التام الذي كان يمارسه في الليل والنهار متضرعاً لربه داعياً اياه، لم يكن يوماً من الايام قد ايقن انه صار شيئاً وانه لاحاجة به بعد الى امر من امور العبادة التي كان يراها مقدمة على كل شيء في هذه الحياة فالسياسة شيء يسير منها، تابع لها ومستنير بها والحكومة والملك والهيمنة والعشيرة والاصدقاء والناس والاخبار والدنيا بكل مافيها شيء يسير تحت قدمي ذلك الرجل الذي احب الله فجعل حبه في كل قلب وجعل اسمه على كل لسان ونحن اذ استضأنا بهذه الحقيقة بلغنا ان نكون شيئاً منها بأذن الله.