بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم احبتي المستمعين الكرام
رحم الله سيدنا الامام الخميني وغفر له ورزقه فسيح جناته كان قد قال لنا قولاً يهيدنا به الى الله سبحانه وتعالى وهو اصدق الناس في زماننا نص قوله:لقد كان هداة الخلق الائمة الاطهار سلام الله عليهم يبينون كثيراً من مقاصد الاسلام العزيز بأدعيتهم التي تحضونا كثيراً ان ندعو بها لأنها المعراج الاقوم الى الله تبارك وتعالى وبأستقامتها وكمالها تختلف عن غيرها اختلافاً عظيماً ومن تأمل هذه الادعية القويمة نال بها خيراً عظيماً فسعد بجمال الكلم وكمال القصد وجلال القرب الى الله تعالى فضلاً عن جزيل الثواب المذكور للداعين وقد زخرت ادعية هؤلاء الحجج العظام عليهم السلام بالبيان المشرق عن صفات بديع السموات والارض ونورهما ربي الرحمن الرحيم عز اسمه الكريم وحقائق دينه ودقائق كتابه العزيز القرآن المجيد وهي تقفنا على لطف الله بالعباد وعطفه عليهم وماستر عليهم من العيوب وماكشف عنهم من الكروب وماغفر لهم من الذنوب ومانأسف عليه حقاً هو اننا نمر بهذه الادعية دون ان يجذبنا النور الساطع فيها او يسترعينا اللطف الدافق بسواقيها وهي تأخذ بيد من شد قلبه اليها. وااسفاه على قراءتنا قولهم عليهم السلام "الهي هب لي كمال الانقطاع اليك" اذ نقرأها دون ان تخالط شغاف قلوبنا لأن السنتنا لن تحس بثقلها وهي تجري عليها! اعني ان كمال الانقطاع لايتسنى لكل من سأل الله تبارك وتعالى ان يمن عليه به وقد تركه سبحانه للعبد نفسه، يناله برياضة هذه النفس، رياضة تخلي عن كل سوء وتحلي بكل حسن وتجلي بكل طهر ومتى راض نفسه العبد هذه الرياضة استقام عليها متقرباً الى الله تعالى بحبه والانقطاع عن حب غيره سبحانه الا بسبب منه ومن بلغ هذه الدرجة فقد بلغ السعادة كلها. غير انه لن يقرب من هذه الدرجة احد فضلاً عن ان يبلغها وفي قلبه مثقال ذرة من حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة فلابد لمن شد الرحال الى ديار النور الذي هو نبع كل نور ان يطهر قلبه من كل ماهو لغير الله تبارك وتعالى وماهو لغير الله سبحانه كثير كثير وثقيل ثقيل فلاسبيل للخروج من ظلمته ووطئته الا بالاقبال التام على الله حباً له وخشية منه وهذا يتجلى في الصبر على مايحب والصبر على مايكره وكلا الصبرين لايحظى بهما الا من ذكر الله سبحانه كثيراً والذكر الكثير ليس تسبيحاً ولاتحميداً ولاتمجيداً وان كانت هذه من الذكر الا انها ليست هو الذكر الذي حامي الانسان من كل مكروه ومدني له من كل محبوب ومن هنا نعرف ان الراغب في الانقطاع الى ربه عزوجل عليه قبل شد الرحال الى حضرته المقدسة الحاضرة اياه اينما كان ان يتوب اولاً توبة نصوحاً والتوبة النصوح ندم على فات من افراطه وتفريطه وعزم على عدم العودة لمثل ذلك الفائت وهذه هي الخطوة الاولى لسالك سبيل النجاة والخطوة التي تدعم تلك الخطوة السابقة هي التضرع الحار الى الله سبحانه ان يأخذ بيده في هذا المسير ويعينه على الانعتاق من الهوى وينير بصره وبصيرته بنور رحمته ورضوانه ومتى حظي بهذا فقد فاز فوزاً عظيماً بشرط ان لايغلبه الغرور بما وفقه الله تعالى له فهذا هو الخطر الخطير.