البث المباشر

إبتغاء مرضاة الله في القلوب

السبت 11 مايو 2019 - 13:41 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأحبة ورحمة الله وبركاته..
تحية من الله مباركة طيبة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نستنير فيها بآيات كريمة وأحاديث شريفة ترسخ روح إبتغاء مرضاة الله في القلوب وتبعدها عن كل ما لا يرتضيه الله جل جلاله.. لننصت أولاً خاشعين الى الآيات ۲۰٤ الى ۲۰۷ من سورة البقرة حيث يقول الله عز من قائل:
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ{۲۰٤} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ{۲۰٥} وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ{۲۰٦} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ{۲۰۷}"
إذن مستمعينا الأفاضل، فالآيات الثلاث الأولى تحذر من أصحاب الشعارات البراقة والأقوال الخادعة التي لا تصدقها أفعالهم، بل على العكس تبين فسادهم وابتعادهم عن التقوى، ثم تأتي الآية الرابعة من هذا النص القرآني لتوجه القلوب الى الإقتداء بمثال الصادقين في ابتغاء مرضاة الله عزوجل، يروي لنا الثعلبي في تفسير سبب نزول هذه الآية فيقول: "لما أراد النبي – صلى الله عليه وآله – الهجرة خلف علياً – عليه السلام – لقضاء ديونه ورد الودايع التي كانت عنده، وأمره ليلة خروجه الى الغار، وقد أحاط المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، ففعل ما أمره به، فأوحى الله عزوجل الى جبرئيل وميكائيل: إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كل منهما الحياة، فأوحى الله عزوجل إليهما، ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، إهبطا الى الأرض، فاحفظاه من عدوه، فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل يقول: بخ بخ من مثلك يا علي بن أبي طالب، يباهي الله بك ملائكته، فأنزل الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه وآله، وهو متوجه الى المدينة في شأن علي بن أبي طالب – عليه السلام"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ"".
وروى الحافظ الخوارزمي وهو أيضاً من علماء أهل السنة في مناقبه بإسناده الى النبي – صلى الله عليه وآله – قال: "نزل علي جبرئيل – عليه السلام – صبيحة يوم الغار فقلت: حبيبي جبرئيل ما لي أراك فرحاً مستبشراً فقال: يا محمد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب، فقلت: وبماذا أكرمه الله؟ قال: باهى الله بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال: ملائكتي انظروا الى حجتي في أرضي على عبادي بعد نبيي وقد بذل نفسه وعفر خده في التراب تواضعاً لعظمتي، أشهدكم بأنه إمام خلقي ومولى بريتي".
أيها الأكارم، وفي حديث مروي في تفسير كنز الدقائق يهدينا مولانا الإمام الحسن العسكري الى السبيل العملي للإقتداء بالوصي المرتضى في صدق إبتغاء مرضاة الله وهو يبين لنا هذه الآية الكريمة فيقول – صلوات الله عليه -: "ومن الناس من يشري نفسه، أي يبيعها ويأمر الناس بها، ويصبر على ما يلحقه من الأذى فيها، فيكون كمن باع نفسه، وسلمها مرضاة الله عوضاً منها، فلا يبالي ما حل بها بعد أن يحصل لها على رضاء ربها "وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ" كلهم، أما الطالبون لرضاه، فيبلغهم أقصى أمانيهم، ويزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم".
وها نحن نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (آيات وأحاديث) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة