البث المباشر

الهدى والشفاء

السبت 11 مايو 2019 - 11:24 بتوقيت طهران

سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
يسرنا أن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج لكي نعيش معاً دقائق مباركة في رحاب مناري الهداية والرحمة والعطاء والشفاء.
مستمعينا الأفاضل، صرحت جملة من الآيات الكريمة أن الله تبارك وتعالى ورحمة بعباده أنزل في قرآنه المجيد الهدى والشفاء، فكيف نفهم هذه الآيات وما هي مصاديق الهدى والشفاء القرآنية؟
للإجابة ننصت أولاً خاشعين الى ثلاث من تلكم الآيات الكريمة وهي بالترتيب: الآية السابعة والخمسين من سورة يونس والآية الثانية والثمانين من سورة الإسراء ثم الآية ٤٤ من سورة فصلت، وهي:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ{٥۷}
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً{۸۲}
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ{٤٤}"
أيها الأحبة، كما تلاحظون في نصوص هذه الآيات الكريمة فإنها صريحة فإن إطلاق كون القرآن مصدر الهداية والشفاء على نحو الإطلاق دون تخصيص، فهو ينجي من كل ضلالة ويهدي الى كل حق ويشفي من كل مرض معنوي كان أو مادي عجزت عنه علاجات الأطباء، والشرط في تحقق الإستشفاء والإهتداء بكتاب الله هو الإيمان ولذلك خصت الإيمان المؤمنين بهذه الرحمة وصرحت بأنه لا يزيد الظالمين إلا خساراً.
أيها الأكارم، والحقيقة المتقدمة هدتنا إليها الأحاديث الشريفة، فهي تؤكد أولاً أن القرآن الكريم هو مصدر الإستشفاء من الأمراض المعنوية أو لما في الصدور حسب التعبير القرآني الوارد في آية سورة يونس المتقدمة وثانياً تؤكد الإطلاق أيضاً ليشمل الأمراض النفسية والبدنية أيضاً.
فهذا الإطلاق نلمحه في الحديث النبوي الجامع المروي في كتاب كنز العمال عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "القرآن هو الدواء".
ومثله في قول أمير المؤمنين الوصي المرتضى – عليه السلام – كما في نهج البلاغة أنه قال في الخطبة ۱٥٦: (عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع".
وقد خصت الأحاديث الشريفة الأمراض المعنوية بالإهتمام الأول داعية الى الإستشفاء بالقرآن مما في الصدور مبينة مصاديقها، ففي نهج البلاغة عن إمامنا أميرالمؤمنين أنه قال في الخطبة ۱۷٦ وهو يصف القرآن:
"إن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال".
وروي في البحار والكافي عن السبط المحمدي الأكبر الحسن المجتبى – عليه السلام – أنه قال: "إن هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور فليجل جال بضوئه وليلجم الصفة قلبه فإن التفكر حياة القلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور".
من هنا مستمعينا الأكارم فقد إهتم أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – بتضمين الأدعية الشريفة كثيراً من الآيات الكريمة مبشرين بآثارها في دفع الهم وسائر الأمراض المعنوية عن الإنسان، فمثلاً روي في الكافي عن محمد بن الفرج قال: كتب إلي أبوجعفر بن الرضا (عليهما السلام) – يعني الإمام الجواد – بهذا الدعاء وقال: من قاله في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلا تيسرت له وكفاه الله ما أهمه وهو: بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآله "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{٤٤} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا" (سورة غافر)، "لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" (سورة الأنبياء۸۷)، "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" (سورة الأنبياء۸۸)"حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (سورة آل عمران۱۷۳) "فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ" (سورة آل عمران۱۷٤) "مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" (سورة الكهف۳۹) [العلي العظيم] ما شاء الله لا ما شاء الناس ما شاء الله وإن كره الناس، حسبي الرب من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الذي لم يزل حسبي الله الذي لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
مستمعينا الأطائب أما الإستشفاء من العلل البدنية بالقرآن فهذا ما سنتناوله بعون الله في حلقة مقبلة من برنامجكم (آيات وأحاديث) يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة