البث المباشر

شرح فقرة: "آية الكرسي" - ۳

السبت 11 مايو 2019 - 10:55 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، إهتمت الأحاديث الشريفة بحث المؤمنين على المواظبة على تلاوة آية الكرسي المباركة والتدبر في مضامينها التوحيدية السامية، ولذلك لعظيم آثار ذلك في التغلب على الشيطان ووساوسه كما عرفنا ذلك في حلقة سابقة، وكذلك تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى؛ روي في كتاب عيون أخبار الرضا – عليه السلام – مسنداً عن سيد الصادقين الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – أنه قال:
"من قرأ آية الكرسي مئة مرة كان كمن عبد الله عزوجل طوال حياته".
وقال إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – كما في تفسير العياشي وغيره:
"ومن قرأ آية الكرسي مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا وألف مكروه من مكاره الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر، وإني لأستعين بها على صعود الدرجة".
أيها الإخوة والأخوات، إن مما تريده الأحاديث الشريفة المتقدمة هو التنبيه الى أن ترسيخ المؤمن للعقائد الحقة التي تشتمل عليها آية الكرسي يجعله بفضل الله عزوجل في حصن الله الحصين في دنياه وآخرته مستعيناً به جل جلاله في جميع شؤونه حتى البسيطة منها مثل صعود الدرجة، كما ورد في حديث الإمام الصادق – عليه السلام – وفي ذلك كمال العبودية لله عزوجل وفي جميع شؤون حياة الإنسان.
مستمعينا الأكارم، وتهدينا الأحاديث الشريفة الى حقيقة دقيقة ولطيفة في الآيتين المكملتين لآية الكرسي المباركة تنتظم بها منظومة التوحيد الخالص من خلال الهداية الى ولاية أئمة الحق – عليهم السلام – باعتبار شرط الدخول في حصن كلمة التوحيد كما نص على ذلك حديث سلسلة الذهب الشهير وغيره من صحاح الأحاديث الشريفة.
نستمع معاً خاشعين لهاتين الآيتين قبل نقل حديث شريف يبين تلكم الحقيقة الولائية التوحيدية المهمة؛ قال الله عزوجل في سورة البقرة الآيتين ۲٥٦و۲٥۷:
"لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{۲٥٦} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{۲٥۷}"
روي في كتاب الكافي وأمالي الطوسي وتفسير العياشي وغيرها مسنداً عن إمامنا ناشر السنة النبوية الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال ضمن حديث:
لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله، قال الراوي: قلت: يا بن رسول الله! لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال – عليه السلام - : أما تسمع لقول الله "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور" يخرجهم من ظلمات الذنوب الى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله، قال الله "والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات" قال: قلت أليس الله عنى بها الكفار حين قال: "والذين كفروا" قال: فقال: وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج منه الى الظلمات؟ إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الإسلام الى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفار، فقال: "اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".
رزقنا الله وإياكم مستمعينا الأطائب كمال التوحيد والعبودية لله عزوجل ببركة التمسك بمناري هداه للعالمين قرآنه الكتاب المبين وأهل بيت حبيبه سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله الطاهرين – اللهم آمين..
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (آيات وأحاديث) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم ودمتم في أمان الله سالمين والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة