السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأعزاء، من الآيات الكريمة التي إهتمت الأحاديث الشريفة ببيان فضيلة المواظبة على تلاوتها وبينت آثارها هي الآية المعروفة بآية الكرسي المباركة؛ وقد نقلنا في حلقة سابقة عدة من النصوص الشريفة المبينة لذلك ونتناول في لقاء أحد الآثار المهمة للإلتزام بتلاوة هذه الآية المباركة خاصة في التحصن بها من مكائد الشيطان وحبائله أعاذنا الله وإياكم منها بكرمه ولطفه إنه سميع مجيب.
أيها الأحبة، روي عن رسول الله حبيبنا وسيدنا المصطفى كما في كتاب (المجازات النبوية) للشريف الرضي وغيره من مصادرنا المعتبرة أنه – صلى الله عليه وآله – قال: "لكل شيء سنام – أي ذروة – وسنام القرآن سورة البقرة، ومنها آية هي سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه الشيطان إلا خرج منه، وهي آية الكرسي".
وهذا المضمون مروي – مستمعينا الأفاضل – من طرق سائر المذاهب الإسلامية كما أشار لذلك العالم الشهير جارالله الزمخشري حيث قال في تفسيره الكشاف ضمن حديثه عن الأحاديث الواردة في فضل آية الكرسي: "فمنها قوله صلى الله عليه وآله: ما قرئت هذه الآية في دار إلا اهتجرتها الشياطين ثلاثين يوماً ولا يدخلها ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة، يا علي علمها ولدك وأهلك وجيرانك، فما نزلت آية أعظم منها" وعن علي – عليه السلام – قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وآله على أعواد المنبر وهو يقول "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعة أمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله".
من هنا مستمعينا الأفاضل، صار الإلتزام والمواظبة على تلاوة آية الكرسي من الأجزاء الرئيسة في المنظومة العبادية الإسلامية التي تحفظ المؤمن في سيرة على الصراط المستقيم، وهذا ما يهدينا إليه التأمل في الحديث الشريف التالي وهو من جوامع الكلم المحمدية، فقد روي في كتاب مكارم الأخلاق وغيره عن الصحابي الجليل صادق اللهجة أبي ذر الغفاري – رضوان الله عليه – قال:
دخلت يوماً على رسول الله – صلى الله عليه وآله – وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته، فقال – صلى الله عليه وآله - : يا أباذر إن للمسجد تحية، قلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما.
ثم التفت إليه فقلت: يا رسول الله أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال – صلى الله عليه وآله -: الصلاة خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر.
قلت: يا رسول الله أي الأعمال أحب الى الله عزوجل؟ قال – صلى الله عليه وآله : الإيمان بالله، ثم الجهاد في سبيله.
قلت: يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال – صلى الله عليه وآله -: أحسنهم خلقاً.
قلت: وأي المؤمنين أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
قلت: وأي الهجرة أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: من هجر السوء.
قلت: وأي الليل أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: جوف الليل الغابر.
قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: طول القنوت.
قلت فأي الصوم أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: فرض مجزئ وعند الله أضعاف ذلك.
قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: جهد من مقل إلى فقير في سر.
قلت: وأي الزكاة أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها.
قلت: وأي الجهاد أفضل؟ قال – صلى الله عليه وآله -: ما عقر فيه جواده واهريق دمه.
قلت: وأي آية أنزلها الله عليك أعظم؟ قال – صلى الله عليه وآله -: آية الكرسي.
مستمعينا الأعزاء، وللمواظبة على تلاوة آية الكرسي آثار مباركة عدة لعل الله يوفقنا لحديث عنها في حلقة مقبلة من برنامجكم (آيات وأحاديث) تستمعون له دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.