وأشار إلى أنّ وتيرة الاعتداءات اليومية التي ينفذها الاحتلال تأتي نتيجة ضغوط سياسية تمارسها الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد فشلهما في تحقيق إنجازات ميدانية، مؤكداً أنّ أي حرب جديدة على لبنان لن تحقق أهدافها.
وأوضح قاسم أنّ لدى المقاومة قدرة ردع كبيرة تمنع العدو من بلوغ غاياته، مذكّراً بأنّ معركة "أولي البأس" شكّلت مثالاً واضحاً على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، داعياً في الوقت نفسه إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار باعتباره السبيل الوحيد لتجنب التصعيد.
وفي ما يخصّ التحقيقات الجارية حول الخروقات الأخيرة، لفت إلى أنّها لا تزال مستمرة، وأنّ نتائجها ستُعلن فور اكتمالها التزاماً بالشفافية.
وعن عدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، أوضح أنّ المقاومة سلّمت مسؤولية الرد للدولة اللبنانية بعد الاتفاق، داعياً الحكومة إلى القيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها الوطنية، محذّراً من أنّ صبر المقاومة "لن يدوم طويلاً".
كما شدّد على أنّ ملف الأسرى اللبنانيين يقع على عاتق الدولة، وعلى أنّ مسألة سلاح المقاومة شأن داخلي لا علاقة لإسرائيل به، نافياً أي حديث عن رفض إيراني لتسليم السلاح، ومؤكداً أنّ العلاقة بين المقاومة وإيران تقوم على وحدة الهدف في مواجهة الاحتلال.
وأكد قاسم أنّ قرار المقاومة ثابت على الدفاع عن لبنان ومواجهة العدوان، داعياً الحكومة إلى التحرك بفعالية أكبر لأنّ الآليات الحالية لم تحقق أي فائدة سوى خدمة مصالح العدو.
وفي الشأن الداخلي، أشار إلى وجود مناخ إيجابي في العلاقة مع رئاسة الحكومة، واستعداد المقاومة للتعاون وتقديم التسهيلات لما فيه مصلحة البلاد، كما ثمّن التنسيق القائم مع قيادة الجيش، واصفاً المؤسسة العسكرية بأنها محل إجماع وطني، وداعياً إلى تجنب أي صدام مع بيئة المقاومة.
وفي حديثه عن المرحلة التي تلت استشهاد السيد حسن نصر الله، أوضح أنّ الحزب استمر بثبات بفضل تماسك قياداته وهيكليته الجماعية، وأنّ القرارات الكبرى تُتخذ بالتشاور ضمن قيادة موحدة تجمع بين الجناحين السياسي والعسكري.
وكشف قاسم أنّ استهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان مقصوداً ومحدداً بدقة، وأنّ العملية أصابت الهدف كما خُطط لها، مؤكداً امتلاك المقاومة لقدرات ميدانية عالية وخبرات دقيقة في التنفيذ.
وبيّن أنّ المقاومة اعتمدت بعد عام 2023 نهجاً جديداً يقوم على العمل الهادئ بعيداً عن استعراض القوة، بعدما أدّت مرحلة "فائض القوة" دورها في تحقيق الردع، موضحاً أنّ المرحلة الحالية تقوم على الفعالية لا على الظهور.
وأكد أنّ قرار خوض حرب الإسناد مع غزة كان مدروساً ومتسقاً مع مبادئ المقاومة وواجبها الأخلاقي والسياسي، مشدداً على أنّ استشهاد السيد نصر الله شكّل محطة عزّ ورسالة بأنّ المقاومة ماضية في نهجها بثبات.
وختم الشيخ نعيم قاسم بالتأكيد على أنّ المقاومة، رغم التضحيات والخسائر، ما زالت ثابتة وقوية، وأنّ جوهر قوتها يكمن في الإيمان والإرادة قبل السلاح، وهما ما يزالان حاضرين بقوة في صفوفها وفي جمهورها.