بحسب تقديرات عسكرية، فإن "فاتح 2" تمثل نقلة نوعية للبحرية الإيرانية، كونها مزوّدة بتقنيات حديثة تجعلها قريبة من فئة الغواصات الثقيلة. الغواصة التي يتجاوز وزنها 500 ألف طن، صُممت لتكون منصة متعددة الأغراض، إذ تحمل 44 طوربيدًا احتياطيًا إلى جانب صواريخ كروز وألغام بحرية، ما يمنحها قدرات هجومية واسعة.

الغواصة الجديدة لا تقتصر على التسليح التقليدي، بل تضم منظومة اتصالات وحرب إلكترونية متكاملة تمكّنها من إدارة المعارك بشكل ذاتي، وإطلاق الصواريخ والألغام البحرية من دون دعم مباشر. كما زُوّدت بأجهزة سونار متطورة قادرة على الرصد من مسافات بعيدة، ما يعزز قدرتها على كشف التهديدات قبل وقوعها.

تصل سرعة الغواصة إلى 20 كيلومتراً في الأعماق و25 كيلومتراً عند الغاطس السطحي، وصُممت للعمل في نطاقات متوسطة تشمل المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عمان والخليج الفارسي. هذه الميادين تمثل ممرات استراتيجية حيوية للتجارة العالمية وطرق الإمداد العسكري، ما يرفع من قيمة الدور الذي يمكن أن تؤديه "فاتح 2".

ترى القراءات العسكرية أن "فاتح 2" ليست مجرد سلاح إضافي، بل حلقة في منظومة متكاملة تضم الغواصات والزوارق السريعة والفرقاطات، ما يمنح البحرية الإيرانية مرونة في توزيع الأدوار بين الدفاع والهجوم، والتعامل مع تهديدات مختلفة في آن واحد.

الميزة الأبرز للغواصة تكمن في قدرتها على تنفيذ هجمات "بر–بحر"، عبر إطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى من أعماق البحر وفي مواقع يصعب على الخصم رصدها. هذه الخاصية تجعلها قادرة على استهداف منشآت وأهداف برية استراتيجية من دون أن تكشف مواقعها، ما يعزز عنصر المفاجأة في أي مواجهة محتملة.

ورغم أن البحرية الإيرانية لم تُختبر بشكل واسع في مواجهات مباشرة، إلا أنها لعبت أدواراً مهمة في الحرب الإلكترونية ومراقبة السفن العابرة في مناطق حساسة مثل بحر العرب والبحر الأحمر. ومع دخول "فاتح 2" إلى الخدمة، فإن السيناريوهات المحتملة لأي صدام قد تشهد حضوراً بارزاً لهذه الغواصة، سواء في استهداف الأهداف البحرية أو في تقديم إسناد معلوماتي وناري للقوات البرية من مواقع يصعب تتبعها.