تتميز المحافظة بتنوعها العرقي والثقافي، ما يجعلها أرضاً غنية بالكنوز الحرفية، من الفخار والتطريز إلى أعمال التطريز بالعملات المعدنية، التي تمثل تراثاً غنياً وتلعب دوراً أساسياً في سبل العيش وتوفير فرص العمل، خصوصاً للنساء.

يعود تاريخ الحرف اليدوية في المنطقة لآلاف السنين، حيث كشفت الحفريات الأثرية في مواقع مثل مدينة سوخته عن براعة السكان القدماء في الفخار وصناعة المعادن. كما أثر تلاقٍ طويل للثقافات المختلفة على تنوع الحرف اليدوية في المحافظة، الذي يظهر في الملابس والموسيقى والعادات، إلى جانب الحرف التقليدية.

افتتاح أول سوق دائم للحرف اليدوية في المبنى التاريخي "جاراج ملك" في زاهدان يمثل خطوة استراتيجية لإحياء التراث وتعزيز الاقتصاد القائم على الهوية، ويوفر فضاءً للمعارض وورش العمل والمتاجر والمقاهي والمتحف، ليكون منصة لتعريف الحرف اليدوية الراقية محلياً ودولياً.

وأكد مسؤولو وزارة التراث الثقافي والحرف اليدوية على أن الحرف اليدوية تمثل لغة مشتركة بين الشعوب، واقتصاداً معرفياً قادراً على تصدير الثقافة والجذور والتقاليد، وتوفير كرامة ومعيشة كريمة للفنانين والحرفيين.

وأشار محافظ سيستان وبلوشستان إلى أهمية دعم العلامات التجارية المحلية للحرف اليدوية، قائلاً إن المحافظة غنية بالكنوز الحرفية مثل الجِليم، الحصير، الفخار والخزف، التي يمكن أن تتحول إلى ثروة وطنية من خلال التخطيط والاستثمار المستهدف.

ويعد افتتاح السوق في المبنى التاريخي خطوة محورية لتطوير السياحة الثقافية، وإبراز صوت الفنانين والحرفيين، وتعزيز مكانة سيستان وبلوشستان على الصعيد الوطني والدولي، مع التركيز على دمج الإنتاج والمعارض والتعليم والتسويق لتحقيق قيمة مضافة مستدامة.

يذكر أن سيستان وبلوشستان، باعتبارها أكبر محافظة من حيث المساحة البحرية والثانية برياً، يبلغ عدد سكانها أكثر من 3.375 مليون نسمة موزعين على 26 مدينة.