الوصول إلى الفضاء لا يقتصر على إطلاق الأقمار الصناعية فحسب، بل يتطلب أيضًا وضع منظومات فرعية في مدارات مختلفة لدعم الأقمار الصناعية، ومن بين هذه المنظومات يبرز نظام نقل سامان.
هذا النظام عبارة عن مركبة فضائية تُستخدم للنقل المداري على ارتفاعات عالية. فعادةً، تُثبت الأقمار الصناعية المُطلَقة على ارتفاعات متوسطة أولًا إلى نظام النقل المداري (مدار التوقف)، ومن ثم يُنقل القمر عبر النظام ذاته إلى مدار أعلى (المدار النهائي).
تتعدد أنواع هذه الأنظمة بين ما يعمل بالوقود السائل أو الصلب، وأخرى حديثة تعتمد على الدفع الكهربائي. وتعمل كتلة "سامان 1" بالوقود الصلب، حيث أُطلقت نسختها الأولى في ديسمبر الماضي وتم اعتماد بعض أنظمتها فيما احتاجت أخرى إلى تحسينات.
وقد صُمم النموذج الثاني وهو جاهز للإطلاق بصاروخ "سيمرغ"، بهدف نقل أقمار صناعية تتراوح كتلتها بين 50 و100 كغ من ارتفاع 400 كلم إلى 7000 كلم. وبعد تنفيذ الإطلاق وفحص العيوب واستكمال الاختبارات، سيتم إقرار التصميم النهائي والانطلاق في مرحلة الإنتاج.
وفق آلية الحقن المداري لهذه التقنية، يضع الصاروخ الحامل كتلة النقل والقمر الصناعي في مدار ابتدائي يُعرف بـ "مدار المنتزه"، ثم تقوم كتلة النقل برفع القمر من هذا المدار إلى المدار النهائي مع إمكانية تصحيح المدار وزيادة دقة الحقن.
ويُعتبر وجود وحدات نقل مدارية عالية الموثوقية وقابلة للتعديل ضرورة استراتيجية لتنفيذ المهام الفضائية، سواء في وضع أقمار الاتصالات بالمدار أو في الاستكشاف العميق مثل مركبات الهبوط على القمر أو المريخ. لذلك، جرى اعتماد مشروع وحدة نقل سامان في معهد أبحاث أنظمة النقل الفضائي، حيث يعمل عدد كبير من الخبراء على تطوير تقنياته.
تُعد "سامان" أول وحدة فضائية في المرحلة العليا داخل إيران. وقد أُنجزت عدة نماذج منها (هيكلية، نوعية، ونموذج طيران) خضعت لاختبارات متنوعة.
يشمل المشروع أيضاً الجانب الأرضي عبر محطات إرسال واستقبال للتحكم والقياس عن بُعد في نطاقي UHF/VHF. وتوجد أربع محطات أرضية في تبريز، مشهد، ماهشهر، وقشم، وقد أوشكت تجهيزاتها على الاكتمال.
أحد أكثر الأنظمة تعقيداً، مزوّد بقابس بارد، يتولى تشغيل البرمجيات واسترجاع البيانات وتخزينها وإرسالها إلى الأرض. وقد أُسند تصنيعه للقطاع الخاص وخضع لاختبارات صارمة.