أين معبر رفح؟
ولماذا لا تفتحه مصر حتى لا يموت أبرياء غزة جوعا؟.
معبر رفح هو المنفذ البري الوحيد من قطاع غزة الذي يربطه بأراضي خارج إسرائيل أي الأراضي المصرية. يقع المعبر جنوب قطاع غزة، وهو يخضع لسيطرة الحكومة المصرية بشكل مباشر.
على مر السنين، وخلال الحروب والأزمات، كان معبر رفح يفتح أحيانا ويغلق أحيانا أخرى ، أما اليوم وفي ظل أخطر أزمة في تاريخ غزة، فإن المعبر مغلق تماما.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يتعرض سكان غزة للقصف فحسب، بل تعرضوا لحصار غذائي وصحي. فقد دمّر الكيان الصهيوني متعمدا شبكة المياه، ومحطات معالجتها، والبنية التحتية للكهرباء، والمستشفيات، وسلسلة إمدادات الغذاء.
ونتيجةً لذلك، ووفقا لمنظمة أوكسفام، يتوقع وفاة أكثر من ٣٥٠٠ شخص بسبب سوء التغذية بحلول صيف عام ٢٠٢٥.
لقد تُوفي حوالي ٢٥٠ طفلًا خلال الفترة نفسها بسبب الجوع أو الأمراض الناجمة عن تلوث المياه. وتتوقع وكالات الأمم المتحدة أن ما يصل إلى ١٦٪ من سكان غزة قد يموتون من المجاعة إذا لم تتغير الظروف.
في مثل هذه الحالة، يُعد معبر رفح الطريق الوحيد لنقل المساعدات الغذائية والصحية بفعالية.
ولكن لماذا لا يُفتح؟.
تواجه مصر قيودًا سياسية في تعاملها مع الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية لإبقاء معبر رفح مفتوحًا؛ بمعنى أنها لا تجرؤ على فتح المعبر دون إذنهم.
قد يُفسر فتح المعبر دون موافقة تل أبيب على أنه مواجهة مفتوحة، وهو أمر تخشاه الحكومة المصرية أيضًا.
وفقًا لاتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، فإن كل دولة ملزمة بتسهيل إيصال المساعدات في الأزمات الإنسانية، لا بعرقلتها.
في الأسابيع الأخيرة، أُوقفت مئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والماء على الحدود المصرية. وإذا جاءت أي مساعدة من مصادر أخرى، فإن مصير من يقفون في طوابير للحصول على الدقيق والماء هو القتل على يد قناصين أمريكيين وإسرائيليين.
برأيي، فإنه ينبغي على شعوب مصر والأردن والجزائر وتونس وغيرها من الدول العربية أن تسأل حكوماتها هذا السؤال البسيط:
"لماذا لا تقومون بخطوة عندما تكون هناك فرصة للخلاص؟.
يمكن للضغط الشعبي والمظاهرات المدنية والحملات الإعلامية والمطالبات الشعبية أن تُغير القرارات السياسية.
يجب فتح معبر رفح. ليس كتنازل سياسي، بل كضرورة إنسانية وقانونية. إذا صمتت الحكومات، فعلى الشعوب أن تكسر حاجز الصمت.