وخلال استقباله اليوم الثلاثاء، جميل مزهر، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيا اللواء سلامي ذكرى شهداء جبهة المقاومة، لا سيما الحاج قاسم سليماني، والسيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وغيرهم من القادة الشهداء وقال: "نتقدم بتعازينا لأرواح شهدائكم الأبرار، ونحيي جميع أبناء الشعب الفلسطيني الذين أظهروا عظمة الإسلام بصمودهم. لقد أصبح هؤلاء الشهداء تاريخًا خالدًا بشرفهم الرفيع".
وقدّم تحليلًا لطبيعة المعارك، قائلاً: "لا ينبغي أن يقتصر تقييمنا لواقع الحرب على ما نراه. نرى المنازل المدمرة، لكننا لا نرى الفوضى التي نشأت في قلوب العدو. وقد أوضح القرآن الكريم ذلك".
وأكد قائد حرس الثورة أن القوى العظمى تعاني من نقاط ضعف وثغرات جادة، قائلاً: "تُهزم القوى على اساس نقاط ضعفها؛ نقاط قوتها لا تُنجيها من الهزيمة. تُلحق الضرر بالآخرين بقوتها، لكنها لا تستطيع منع اصابتها هي نفسها بالاضرار".
واستشهد بعملية "طوفان الأقصى" كمثال على هذا التحليل، قائلاً: "أثبتت عملية "طوفان الأقصى" أن الكيان الصهيوني، على الرغم من قوته الفتاكة العالية، سيُهزم سريعًا، ونحن نقاتله بناءً على نقاط ضعفه. هذه نقطة مهمة، وفي النهاية ستنتصرون".
وأكد اللواء سلامي أن نتيجة الحرب تُحدد بالصمود طويل الأمد، قائلاً: "في كل حرب، المنتصر هو من يستطيع الصمود طويل الأمد. ولحسن الحظ، تتميز فلسطين بأن مقاومتها لامتناهية، وأن سبيل التغلب على الكيان هو مواصلة المقاومة".
وفي إشارة إلى سعي الكيان الصهيوني لمحو ذكرى فشله في العالم اثر عملية "طوفان الأقصى" ، وقال: "يريد الكيان الصهيوني محو ذكرى فشل "طوفان الأقصى" في العالم، ولكن ما دام يواصل هذه الهجمات، فلن يستطيع إجبار العالم على نسيان تلك الحادثة. لذلك، أعتقد أن الفلسطينيين يصنعون نصرًا جديدًا كل يوم، لأنهم في كل يوم يبعدون الكيان الصهيوني عن أهدافه، ويُثبتون بأنهم لا يُهزَمون".
واعتبر القائد العام لحرس الثورة صمود الشعب الفلسطيني عامل دعم عالمي له، وأضاف: "إن قدرة فلسطين على حشد العالم خلفها تعدّ نصرًا عظيمًا. بالتأكيد، لو لم تقاوم فلسطين، لما وقف أحد خلفها. فلسطين الآن يحبها العالم، وأصبح شعبها قدوة لجميع المسلمين والمستضعفين في العالم".
وأشار إلى تبعية الكيان الصهيوني الكاملة لأمريكا، وقال: "إسرائيل لا هوية لها، لا سياسية ولا اقتصادية ولا عسكرية. إنها تابعة تمامًا لأمريكا، ومعزولة ومكروهة عالميًا. لا يجرؤ مسؤولو هذا الكيان على السفر إلى أي دولة سوى أمريكا، لأنهم مطلوبون كمجرمي حرب. هذا الكيان ليس له مكانة في المشهد الجيوسياسي العالمي".
وفي إشارة إلى صمود محور المقاومة في المنطقة واستعداده التام، قال اللواء سلامي: "جبهة المقاومة لا تزال صامدة. ورغم الضربات القوية التي تلقاها، أعاد حزب الله في لبنان بناء نفسه وهو حاضر في الساحة كواقع حي. المقاومة في العراق واليمن جاهزة أيضًا بفضل الله، وفلسطين نفسها صامدة أيضًا".
وأوضح، انه من خلال تمييز طبيعة معركة الجمهورية الإسلامية مع أعدائها، فأن مقاومة إيران ضد أمريكا وإسرائيل تختلف عن أي دولة أخرى. الحرب بين الصين وأمريكا هي حرب اقتصادية وجيوسياسية؛ ولا علاقة لها بطبيعة أمريكا. لكن حربنا مع أمريكا هي حرب عقائدية ، معركة بين الظلم والعدل. حتى لو توصلنا إلى اتفاق بشأن الملف النووي أو انتهت حرب غزة، فإن عداءنا لإسرائيل لن ينتهي، لأنها حرب وجودية ومعتقدات.
وفي ختام اللقاء، أكد القائد العام لحرس الثورة: نحن معكم بكل جهوزية وتخطيط. لا تقلقوا بشأن أي شيء، فإن أيام النصر والظفر قادمة بإذن الله.