البث المباشر

دواء إشعاعي إيراني لعلاج السرطانات النقيلية

السبت 7 يونيو 2025 - 14:17 بتوقيت طهران
دواء إشعاعي إيراني لعلاج السرطانات النقيلية

نجح باحثون إيرانيون في تصميم وإنتاج المستحضر الصيدلاني الإشعاعي الذي يدعى "¹⁷⁷Lu-CXCR4" لعلاج نقائل السرطان، مواصلين بذلك مسيرة تطوير المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية الموجهة.

تُعد الطاقة النووية من أكثر الإنجازات العلمية تقدما للبشرية، ويمكنها أن تخدم السلام والصحة والتقدم للدول. وخلافًا للاعتقاد السائد بأن الطاقة النووية تقتصر أحيانًا على التطبيقات العسكرية، فإن جزءا كبيرا من هذه التقنية مُخصص للاستخدامات السلمية تماما، وفي التطبيقات الطبية والزراعية والصناعية والبيئية.

إن تخصيب اليورانيوم، وهو عملية تقنية لزيادة نسبة نظير اليورانيوم "235U" في الوقود النووي، ليس مسموحًا به فحسب، بل ضروري أيضًا للاستخدامات المدنية ضمن الإطار القانوني للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتلعب هذه العملية دورا رئيسيا في توفير الوقود لمفاعلات الأبحاث، وإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، وحتى تصميم مفاعلات متقدمة.

ومن بين التطبيقات القيّمة للتكنولوجيا النووية السلمية يمكن الإشارة إلى إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية الموجهة لعلاج السرطان، تشعيع الأغذية لزيادة مدة صلاحيتها، إنتاج بذور مقاومة للجفاف والأمراض، تطوير التصوير الطبي المتقدم، وتصميم أنظمة جديدة لمسرعات الجسيمات. ولا تقتصر هذه الإنجازات على المعرفة فحسب، بل ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالصحة العامة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

في الواقع، لم تعد الطاقة النووية مقتصرة على محطات الطاقة والكهرباء لسنوات عديدة. فقد شقّ الجانب السلمي من هذه التكنولوجيا طريقه إلى مجالات الأحياء والطب والزراعة والبيئة، وأصبح من الأدوات الفعالة في مواجهة التحديات الإنسانية.

وفي الوقت نفسه، يُعدّ تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة ومُنظّمة أساسا لإنتاج النظائر المشعة الطبية التي يمكن استخدامها في علاج أمراض مختلفة، بما في ذلك السرطان. وما نعرفه اليوم بالمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية هو مثال واضح على استخدام التكنولوجيا النووية في مسار الحياة والصحة وتحسين حياة البشر.

إن خطوة مبتكرة اتخذتها إيران في مجال الاستخدام السلمي للمعرفة النووية؛ ألا وهي إنتاج و إجراء التجارب السريرية الأولية على المادة الصيدلانية الإشعاعية "¹⁷⁷Lu-CXCR4" لعلاج الأورام السرطانية النقيلية.

 

إنتاج واختبار ما قبل السريرية للمستحضر الصيدلاني الإشعاعي "¹⁷⁷Lu-CXCR4" لعلاج نقائل السرطان المعبرة عن مستقبلات الكيموكين "CXCR4"

تتميز المركبات الببتيدية، بفضل تركيبها الخاص المكون من الأحماض الأمينية، بثبات عالٍ وسهولة في التركيب من خلال الروابط الأميدية. وتتحلل هذه المركبات بسهولة وتُطرح في الجسم.

تُمكّن الببتيدات من تحديد الخلية المستهدفة من خلال ارتباطها بمستقبلات مُحددة تُعبّر عنها على سطح خلايا مُختلفة في الجسم، وخاصةً خلايا الأورام. كما يُمكنها، من خلال نقل النويدات المُشعة المُعطاة من بيتا إلى الخلية، أن تلعب دورًا فعالًا في العلاج المُوجّه لخلايا السرطان.

من بين الببتيدات المُستخدمة، تعدّ مُشتقات مُضادات الكيموكين ذات أهمية بالغة، نظرًا لأن مُستقبلات الكيموكين تُعبّر عنها على سطح العديد من خلايا الأورام. ومن خلال وسم هذه المُركبات بنويدات مُشعة مُعطاة من بيتا، مثل "اللوتيتيوم-177"، يتم إنتاج مُركب دوائي مُشعّ ذو قدرات علاجية مُوجّهة.

 

مجال التطبيق والسوق المُستهدف

يمكن استخدام هذا المُستحضر الدوائي المُشعّ لعلاج بعض أنواع السرطان والنقائل، ويتمثل سوقه المُستهدف في الطب النووي والمراكز الطبية العاملة في مجال العلاج المُوجّه للسرطان.

وفي الخطوة التالية، سيتم تحضير تركيبة هذا المُستحضر الدوائي المُشعّ الجاهزة للاستخدام للمرضى. ويُمكن استخدام هذا المُنتج في الدراسات السريرية الأولية. وإذا لوحظت استجابات مناسبة في التجارب السريرية وتأكدت فعاليته، يُمكن استخدامه على نطاق واسع في مراكز علاج الطب النووي، نظرًا للحاجة الكبيرة للمجتمع الطبي في مجال علاج السرطان.

يشير التقدم التكنولوجي في مجال المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية الموجهة إلى القدرة العالية للتكنولوجيا النووية في خدمة صحة الإنسان وعلاجه. ويُمكن المستحضر العلاجي الإشعاعي "¹⁷⁷Lu-CXCR4"، باستخدام الببتيدات الموجهة والنويدات المشعة المانحة لبيتا، من علاج فعال وغير جراحي لنقائل السرطان.

لا يُعد هذا الدواء خطوة رئيسية نحو علاج السرطانات المتقدمة فحسب، بل يُعد أيضًا مثالًا عمليًا على الاستخدام السلمي والإنساني للتكنولوجيا النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ويؤمل مع اكتمال التجارب السريرية ودخول المرحلة العلاجية، أن يُصبح هذا المستحضر الصيدلاني الإشعاعي أحد الخيارات الفعالة في مراكز الطب النووي لمكافحة السرطان.

كما يُظهر هذا الإنجاز أنه يُمكن استخدام المعرفة النووية من أجل حياة وصحة ومستقبل أفضل، بدلًا من أن تكون عدائية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة