شغل موخيكا منصب رئاسة الأوروغواي من عام 2010 إلى 2015، واشتهر بتواضعه ونمط حياته الزاهد، حيث عُرف بلقب "أفقر رئيس في العالم" لتبرعه بمعظم دخله لمشاريع الإسكان. في منشور مؤثر على منصة "إكس"، عبّر أورسي عن حزنه قائلاً: "سنفتقدك كثيراً، أيها الرجل العجوز العزيز".

كان موخيكا قد صرح في بداية العام الحالي: "من الواضح أنني أموت.. المحارب يستحق أن يستريح". ورحل تاركاً وراءه إرثاً سياسياً وإنسانياً استثنائياً، حيث لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل رمزاً للنزاهة والتواضع وسفيراً للقيم اليسارية في أميركا اللاتينية.

أثارت وفاته موجة من الحزن في جميع أنحاء القارة، حيث نعى شخصيات سياسية بارزة مسيرته النضالية وسيرته الزاهدة. وُلد موخيكا في 20 مايو/أيار 1935 في مونتيفيديو، لعائلة من مزارعي الزهور، وانضم في ستينيات القرن الماضي إلى حركة "توباماروس" للتحرير الوطني، حيث قاد كفاحاً مسلحاً ضد الديكتاتورية العسكرية، مما أدى إلى اعتقاله وقضاء 12 عاماً في السجن.

بعد الإفراج عنه، عاد إلى العمل السياسي، حيث شغل عدة مناصب برلمانية، وعُيّن وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة قبل أن يُنتخب رئيساً. تميز بأسلوب حياة زاهد، رافضاً الامتيازات، ومقيماً في مزرعة متواضعة بدلاً من القصر الرئاسي.

أصبح موخيكا صوتاً عالمياً للحكمة والعدالة الاجتماعية، مدافعاً عن حقوق الإنسان والاقتصاد العادل. وقد نعاه العديد من القادة في أميركا اللاتينية، حيث قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: "وداعاً يا صديقي بيبي.. آمل أن تُسمى أميركا الجنوبية أمازونيا يوماً ما".

كما أعربت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عن حزنها، وكتبت: "رحل حبيبنا بيبي موخيكا، قدوة في الحكمة والبساطة". بينما قال الرئيس البوليفي لويس أرسي: "حلّق عالياً يا بيبي، إرثك سيبقى في قلوبنا".

من جانبه، وصف رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز موخيكا بأنه "ناضل من أجل عالم أفضل وعاش له".