جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مراسم إحياء "أسبوع العقيدة والسياسة" داخل الحرس الثوري، حيث أشار إلى أن "أفكار الشهيد مطهري هي أفكار حية تتجاوز حدود الزمن، وتمثل مرتكزًا فكريًا دائمًا للحرس".
وأضاف اللواء سلامي أن "الحرس الثوري هو مؤسسة فريدة لا مثيل لها في المجتمع الإسلامي، شجرة طيبة جذورها ممتدة في العقيدة والإيمان والالتزام، وأغصانها تتأقلم مع متغيرات الزمان والظروف".
وأكد على أهمية الفهم المعرفي الديناميكي الذي يواكب تحولات البيئة المحيطة، ويستطيع استيعاب نوايا الأعداء ليس من خلال أدواتهم الظاهرة، بل من خلال عمق تفكيرهم وخططهم المستقبلية.
وأشار إلى أن "الركائز الأساسية لقوة الحرس هي: الإيمان، الوعي، الأخلاق، والعلم، ومن دون هذه العناصر يفقد الحرس هويته المميزة".
كما أوضح أن "عقيدة الحرس هي أن يقف دائماً في الميدان، ولا يتراجع أمام الأعداء مهما بلغ حجم التهديدات، وقد أثبت ذلك بوقوفه أمام أقوى القوى العالمية دون أن ينهزم أو يخشى من مظاهرها الزائفة".
وتابع: "العلم يمنحنا فهمًا للظواهر، لكن البصيرة تمنحنا القدرة على الفهم العميق واتخاذ القرارات الصائبة".
وأكد أن "قواعد النصر الإلهي واضحة في السنن الإلهية: المؤمنون لا يُهزمون إذا لم تنهزم قلوبهم. الهزيمة تبدأ من الداخل، فإذا صمد القلب وانتصر الإيمان، فالنصر مؤكد".
ولفت إلى أن "الحرس الثوري ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو روح ومعنى ومجال تأثير يتجاوز الأفراد، وهو لم يعرف التراجع أبدًا بل تقدم دائمًا إلى الأمام".
وشدد اللواء سلامي على أن العدو الذي يواجهه الحرس الثوري "ضعيف في جوهره رغم امتلاكه تقنيات حديثة"، مؤكدًا أن امتلاك الأدوات القوية أمر ضروري، لكن الاتكال الحقيقي هو على "الإيمان".
وأوضح أن الحرس الثوري "بني على قاعدة عاشورائية ويجب أن يحافظ على هذه الهوية"، مشدداً على الحاجة الدائمة لمواكبة التطورات العلمية والمعرفية لتظل المؤسسة فاعلة ومؤثرة في بيئتها.
وأشار إلى أن من يريد أن يحمي الثورة "يجب أن يكون مرآة لقيمها وفضائلها"، مضيفاً: "الحرس الثوري وقف على مدى 46 عامًا في قلب أصعب ميادين الصراع ولم يُهزم، بل ازداد قوة ووعياً وتأثيراً، لأنه يتحرك تحت قيادة الولي الفقيه".
واختتم اللواء سلامي كلمته بالتأكيد على أهمية الأمل، قائلًا: "الأمل هو سر الحركة والنهوض، أما اليأس والجمود فهما طريق الهزيمة. الحرس الثوري ينمو ويتجاوز التحديات لأنه ينطلق من منطلقات إيمانية راسخة".