تعد جامعة الزهراء (س) في إيران واحدة من الجامعات الرائدة التي تساهم بشكل كبير في المشهد الأكاديمي والثقافي على الصعيدين المحلي والدولي. وتأسست هذه الجامعة في عام 1964، وهي مخصصة لتعليم النساء، مما يجعلها مؤسسة فريدة من نوعها في تعزيز دور المرأة في المجتمع الإيراني.
وتعتبر الجامعة صرحا عمليا وثقافيا، حيث تضم أكثر من عشرة آلاف طالبة وما يزيد عن ستمئة أستاذ وأستاذة. وتؤدي جامعة الزهراء (س) دورا محوريا في تعزيز التعليم العالي للنساء في إيران، وتساهم في تطوير المجتمع من خلال التعليم والبحث العلمي.
كما تعمل على تعزيز الروابط الثقافية والأكاديمية بين إيران والعالم، وتتميز بأنشطة ثقافية فريدة تهدف إلى التعريف بشخصيات بارزة ومؤثرة في العالم الإسلامي. وفي هذا السياق، نظم مركز دراسات المرأة في الجامعة ندوة علمية تحت عنوان "الشهيدة بنت الهدى الصدر: المرأة المؤثرة في العالم الإسلامي".
وحضر الندوة شخصيات علمية بارزة، بالإضافة إلى حوراء، ابنة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وشخصيات أخرى تتلمذت على يد الشهيد. وتناولت الندوة سمات وصفات بنت الهدى الصدر'>الشهيدة بنت الهدى الصدر وتأثيرها على النساء في المجتمع العراقي والمجتمعات الإسلامية بشكل عام، وقد أبرزت كيف أنها لا تزال مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي يتخذن من تعاليم الإسلام منهجا لحياتهن.
الشهيدة آمنة الصدر، المعروفة ببنت الهدى، كانت أخت الشهيد محمد باقر الصدر، واعتبرت مدرسة في الأخلاق والأدب والعلم ومناهضة الطغاة. ورغم أنها لم تلتحق بالمدرسة التقليدية، إلا أنها حصلت على درجة الاجتهاد بفضل دعم إخوتها محمد وإسماعيل.
وسعت الشهيدة إلى منح المرأة المسلمة حقوقها في المجتمع، لتكون نموذجا يحتذى به في بناء المجتمع وتوعيته جنبا إلى جنب مع الرجل. كما ألفت العديد من الكتب تحت اسم "بنت الهدى"، منها "الفضيلة تنتصر"، "كلمة ودعوة"، "الخالة الضائعة"، و"لقاء في المستشفى"، وغيرها.
وخلال الندوة، كشف النقاب عن لوحة فنية للشهيدة، رسمتها الفنانة صابري، لتزين الجامعة وتبقى ذكراها خالدة في أذهان الأجيال. وتهدف مثل هذه الندوات إلى تعزيز الحوار الثقافي والعلمي بين الشعوب، من خلال تسليط الضوء على النساء المؤثرات في العالم الإسلامي.