البث المباشر

خطوتان أساسيتان في المفاوضات الفنية بين إيران وأمريكا

الثلاثاء 22 إبريل 2025 - 21:28 بتوقيت طهران
خطوتان أساسيتان في المفاوضات الفنية بين إيران وأمريكا

نظرا لحساسية المرحلة المقبلة للتفاوض غير المباشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة، فعلى فريق التفاوض الإيراني إيلاء الاهتمام لقضيتين مهمتين.

من المقرر أن تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة على مستوى الخبراء، بعد التوصل إلى اتفاقات عامة. وهذه مرحلة مهمة للغاية حيث يجب توضيح كافة التفاصيل الفنية والقضايا الرئيسية والانتهاء منها في هذه الاجتماعات. وأي نتيجة يتم التوصل إليها على هذا المستوى ستكون في الواقع الأساس لاتفاق نهائي يرتكز على القرار السياسي لكلا الجانبين. وفي هذه المرحلة، يتعين على المفاوضين الإيرانيين إيلاء الاهتمام الواجب لقضيتين مهمتين.

نظرا لحساسية هذه المرحلة، فمن الضروري أن يستغل فريق التفاوض في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أقصى ما لديه من خبرة تمتد لعقود في التفاوض مع الجانب الأمريكي، وأن يواصل المسار بدقة وذكاء أكبر. ومن بين هذه التجارب العديدة، هناك نقطتان جديرتان بالملاحظة بشكل خاص:

 

مستوى تخصيب اليورانيوم

أولا، يجب تحديد مستوى تخصيب اليورانيوم على أساس الاحتياجات الحقيقية والعملية للبلاد. إن الفشل في تحديد مستوى مناسب ومحدد للتخصيب سوف يتسبب في تحول الصناعة النووية الإيرانية إلى صناعة رسمية واستعراضية.

وباعتبارها دولة مستقلة ومتقدمة، فإن إيران لديها احتياجات محددة وجوهرية في مجالات الطب والصناعة والطاقة النووية، ولا ينبغي لها أن تصبح معتمدة على الدول الأخرى في تلبية هذه الاحتياجات.

ويأتي هذا في ظل وضع دولي أصبح غير مستقر بشكل متزايد، حيث تسعى القوى العالمية إلى تحقيق مصالحها متجاهلة حقوق شعوب العالم، استناداً إلى النهب والاستعمار.

 

تنفيذ الالتزامات خطوة بخطوة

ثانياً، يجب تنفيذ كل التزام خطوة بخطوة وبشكل متبادل؛ ليس من جانب واحد! وهذا هو الدرس الأهم الذي يمكن تعلمه من تجربة الاتفاق النووي. ورغم جهود وإجراءات فريق التفاوض بشأن الاتفاق النووي، فمن المؤسف أنه لم يتم الاتفاق بشكل صحيح على عملية تنفيذ الالتزامات.

لقد نفذت إيران جميع التزاماتها بسرعة وبشكل كامل، ولكن عندما رأى الجانب الآخر أن كل ما كان يحتاج إلى تحقيقه قد تم تحقيقه، تخلى ببساطة عن الاتفاق وانسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة. وكانت النتيجة تدمير العديد من الإنجازات النووية للبلاد، ولكن العقوبات لم تُرفع فحسب، بل تم تشديدها أيضاً. وإذا أردنا ألا يتكرر مثل هذا السيناريو، فإن السبيل هو جعل تنفيذ كل خطوة من خطوات الاتفاق مشروطا بتنفيذ الالتزامات المتبادلة من الجانب الأميركي.

وبطبيعة الحال، فإن فريق التفاوض الحالي أجرى المفاوضات بعناية وحساسية كبيرتين، ومن الواضح أنه يدرك تماما مصالح البلاد والشعب. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف من الجانب الآخر؛ إن الدولة التي ليس لديها تاريخ من سوء النية فحسب، بل وأيضاً عدم الاستقرار في اتخاذ القرار والسلوك العاطفي، أمر واضح لدى المسؤولين الأميركيين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة