البث المباشر

من فضائل الشهر الفضيل

الإثنين 3 مارس 2025 - 15:16 بتوقيت طهران
من فضائل الشهر الفضيل

إن شهر رمضان المبارك هو شهر التزكية وموسم لنمو الفضائل الأخلاقية. ويعتبر فرصة للمؤمنين والصائمين للتقرب من حقيقة الكرامة الإلهية من خلال تحسين أنفسهم وتقوية إرادتهم.

يستفيد المؤمنون خلال هذه الأيام، من خلال الصيام والتركيز على العبادة، من مصدر بركات الله ويتم دعوتهم بشكل خاص إلى ضيافة الله، حيث يصلون من خلال الصلاة، الدعاء والمناجاة إلى وعي أعمق لمكانتهم وقيمتهم أمام الله.

إن شهر رمضان المبارك ليس فقط وقتا للامتناع عن الطعام والشراب، بل إنه أيضًا بتوفيره الظروف للتأمل في التعاليم الدينية والأخلاقية، يقود الإنسان إلى طريق يستطيع من خلاله تحسين نفسه والاقتراب من الكمال.

وقال رسول الله (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:

«هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَي ضِيَافَةِ اللَّهِ وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ». 

تعتبر في هذا الحديث "ضيافة الله" رمزا للتقرب إلى الله، وإدراك النعم الروحانية التي تنعم بها البشرية في هذا الشهر.

إن شهر رمضان المبارك هو فرصة للإنسان لتحقيق الكمال الروحي من خلال إصلاح سلوكياته، والصلاة، والعبادة، والحصول على البركات الإلهية، ليتم الاعتراف به كضيف مميز من الله في هذا الشهر المنور.

يرتبط مفهوم "أهل كرامة الله" بالآية الكريمة «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ...» حيث أعطى الله الإنسان كرامة وقيمة خاصة.

تُظهر هذه الآية الشريفة أن كرامة الإنسان تتجاوز مجرد التفوق الجسدي أو الاجتماعي، وتشير أيضًا إلى المعايير الأخلاقية والروحية للبشر. وبالتأمل في حديث النبي الأكرم (ص) والآية السابقة يتبين لنا أن شهر رمضان المبارك هو مناسبة خاصة لتجلي هذه الكرامة والضيافة الإلهية. 

يتوقع الله سبحانه وتعالي في هذا الشهر الفضيل، من البشر أن يستغلوا الفرص ويتقربوا من مكانتهم الإنسانية العالية من خلال الدعاء، العبادة وتحسين الذات. وبهذه الطريقة، فإن شهر رمضان المبارك ليس فقط فترة للعبادة وتحسين الذات، بل هو أيضًا فرصة للتعرف على الكرامة الإلهية وتجربتها، وفهم المكانة الخاصة للإنسان في نظام الخلق بشكل أكبر.

لذلك فإن أيام شهر رمضان المبارك والصيام تحتاج إلى إرادة قوية وانضباط. إن القدرة على التحكم في النفس وتجنب الرغبات العابرة تمنح الإنسان القوة للتغلب على رغباته، وبالتالي تساعد على تنمية ضبط النفس وإيجاد التوازن في الحياة.

يتقرب المؤمنون في هذا الشهر الفضيل إلى الله تعالى بالمزيد من العبادات، كالصلاة، الدعاء وتلاوة القرآن. وهذا النوع من القرب الروحي يعزز شعور الإنسان بالكرامة ويعزز المعنويات والسعادة لدى البشر.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة