إن الزعفران باعتباره أغلى التوابل في العالم، يحتل المرتبة الرابعة في قائمة أكثر الأطعمة المغشوشة. ومع 80% من الإنتاج السنوي، فإنه تغطي جمهورية إيران الإسلامية تأمين هذا الذهب الأحمر في العالم.

لذلك فإن تحديد أصالة الزعفران الإيراني، تحديد بطاقة هويته على أساس نوع وكمية المستقلبات، تحديد الزعفران الأصلي والمزيف وكذلك تحديد نوع وكمية الغش فيه وخاصة في الحالة الصلبة، هي أمور ذات أهمية خاصة.

من ناحية أخرى، ووفقاً للمعيار الدولي لتحديد جودة الزعفران (ISO-3632)، تم إدخال تقنية الاستخلاص بالمذيبات وتقنية التحليل الطيفي فوق البنفسجية والمرئية كأهم الطرق لتحليل مستقلبات الزعفران. وبهذه الطريقة يتطلب استخدام الطريقة القياسية لنقل العينة إلى المختبر واستخلاصها وقياسها.

وتحد هذه القيود من استخدام هذه التقنية في المزارع، مكان التجارة، وبشكل عام حيثما يتم أخذ التحليل وتلقي الاستجابة السريعة في الاعتبار.

وفي هذا الصدد، قامت إحدى الشركات المعرفية الإيرانية الموجودة في حديقة العلوم والتكنولوجيا بجامعة شريف الصناعية وبالتعاون مع الشركة المعرفية المسماة باسم "بويش تدبير كرانة " (فيزتك) بتصميم وبناء نظام طيفي محمول لتحليل الزعفران (Saffron Analyzer) في نطاق الطول الموجي من 400 إلى 1000 نانومتر من أجل التحليل السريع، في المكان المقصود وفي المرحلة الصلبة للزعفران، حيث يعتبر خطوة مهمة لحل التحديات في إنتاج وتعبئة وتصدير هذه التوابل الثمينة.

يقول "هادي برستار شهري"، الأستاذ المشارك في كلية الكيمياء والرئيس التنفيذي لشركة "بارس شريف للقياس الإبداعي"، في هذا الصدد:

"سيحدث مطياف محمول لتحليل الزعفران والذي يعتمد على تقنيات مختلفة من الذكاء الاصطناعي، تغييرا كبيرا فيما يخص تشخيص الأنماط والانحدار (Regression) من أجل معالجة الأطياف التي تم الحصول عليها من تحليل عينات الزعفران والتي تنتمي إلى مناطق مختلفة من إيران، وتماشيًا مع توثيق الزعفران، تحديد المنشأ الجغرافي لعينات الزعفران وكذلك إنشاء بطاقة تعريف للزعفران الإيراني".

وأضاف:

"إن أحد عوامل الجذب الرئيسية لهذه الشركة المعرفية الإيرانية في هذا المشروع هو تصميم قاعدة بيانات الزعفران الإيراني بناءً على الأطياف التي تم الحصول عليها بالجهاز المصمم، وهو نوع من بطاقة التعريف لهذا المنتج الاستراتيجي وذلك باستخدام أساليب الذكاء الاصطناعي، مما سيؤدي إلى حدوث تغيير هائل في المنظمات الرقابية مثل المنظمة الوطنية للمعايير، منظمة الغذاء والدواء، وزارة الجهاد الزراعي والشركات الخاصة العاملة في مجال إنتاج وتصدير الزعفران بالإضافة إلى ذلك، نظرا لقابلية الجهاز للنقل، من الممكن إجراء تحليلات في الموقع للمستخدمين. وهي متاحة لهم وستكون هذه التحليلات سريعة وغير مدمرة".

وأضاف عضو هيئة التدريس بالجامعة:

"وفقاً للدراسات التي أجريت داخل البلاد وإقامة الاجتماعات العديدة مع الشركات العاملة في مجال إنتاج الزعفران، فإن الجهاز الطيفي المحمول لتحليل الزعفران سيكون أول جهاز مخصص لتحديد أصالة هذا المنتج في إيران، والذي سيوفر إمكانية تحليل الزعفران في المكان المقصود  للمستخدمين.

ووفقاً للإجراءات التي اتخذها فريق بحثنا في تصميم وبناء هذا الجهاز، يمكن للمستخدمين بسهولة استخدام جميع إمكانيات الجهاز لتحديد الأصالة والكشف عن الزعفران المزيف دون الحاجة إلى معرفة مسبقة".

من الجدير بالذكر؛ تنشط شركة "بارس شريف للقياس الإبداعي" بهدف تطوير تقنيات طيفية وتصويرية جديدة وبالاشتراك مع تقنيات الذكاء الاصطناعي (القياسات الكيميائية)، وذلك من أجل تحديد الأصالة، الصحة وجودة المواد الغذائية والدوائية الأغذية والأدوية.

وهذه الشركة هي نتيجة سنوات من النشاط الأكاديمي للباحثين في مجال تحليل الأغذية، وخاصة تطوير تقنيات التحليل الطيفي والتصوير الفائق الطيفي الجديدة والسريعة إلى جانب أساليب الذكاء الاصطناعي في جامعة شريف الصناعية.

يذكر بأن تحديد الأصالة، صحة وجودة المنتجات الغذائية، المحصولات الزراعية والحيوانية، تحسين الأمن الغذائي، تتبع المنتجات الزراعية، المساعدة في التنمية الزراعية المستدامة وإنتاج منتجات صحية، تعزيز تصدير المنتجات الغذائية والزراعية مع التركيز على المنتجات الاستراتيجية، تطوير نماذج ذكاء لقياس المنتجات الغذائية السريعة، الرخيصة وغير المدمرة للمواد الغذائية، استخدام مختلف الطرق الطيفية والتصويرية المخبرية المحمولة، وتطوير وتصميم البرمجيات المتعلقة بطرق الذكاء الاصطناعي للتحليلات التحليلية، من جملة مهمات هذه الشركة الإيرانية المبنية على المعرفة.